ثلاث إيجابيات وثلاث سلبيات لقتل الأخت بداعي الشرف
غسّان دَوّار - مراسل الحدود لشؤون الشرف الضائع
٢٧ أكتوبر، ٢٠١٦
يعاني نصف المجتمع من نصفه الآخر المكون من النساء، والأخيرات، إذا ما غضضنا النظر عن كونهن أمهات وزوجات وعمّات وخالات وزميلات في الدراسة أو في عمل أو بشر، فهنّ جميعا، أخوات لأحد ما. والأخت في المجتمع هي أختك وأخت مديرك وأخت زميلك وأخت حبيبتك وأخت جارك وأخت … والأخت .. تُقتل.
إلّا أن قتل الأخت بداعي الشرف، كغالب الأشياء في العالم، ينطوي على إيجابيات وسلبيات، إنها الـ”ين يانغ” في الحياة، فلا شيء في هذا العالم نقي تماماً، ولا يجب دحض الموضوع بشكل مباشر كما تفعل جمعيات حقوق المرأة وجمعيات حقوق الإنسان. وتالياً، نعرض لكم تحليلاً موضوعياً يبرز أهم ثلاث إيجابيات وسلبيات لقتل الأخت.
أولاً – السلبيات
١. صعوبة إزالة بقع الدم عن ملابسك: من السهل أن تغسل يديك ووجهك من دمائها، ولكن دماءها ستبقى تلطخ ملابسك طوال العمر، ومن الصعب إزالتها حتى لو وضعتها في غسالة أوتوماتيكية مع أفضل مساحيق الغسيل بالحبيبات الزرقاء. وتبعاً لذلك، ستضطر لارتداء ثياب مبقّعة، أو أن ترمي بعضاً من الملابس التي لا تشكو من شيء، في الغالب، سوى بضع بقع حمراء.
٢. لن تجد من يطوي غسيلك أو يعد لك كوباً من الشاي: وستضطر، بعد قتل أختك، أن تحمّل أمك هذه المسؤوليات مرة أخرى، ولعلمك بأنها كبرت بالسن وباتت متعبة من هذه الأعمال، فقد تضطر للزواج لتجد من تخدمك.
٣. نظرة المجتمع: من الممكن أنه تواجه أناساً ينظرون إليك كحيوان رجعي متخلف لا يليق بك العيش في مكان أفضل من الكهف، ولا تصلح لتحمل مسؤولية ملعقة، فما بالك بحياة أناس آخرين.
ثانيا – ولأن الموضوع يسم البدن قليلاً، لنُنْهِه ببعض الإيجابيات
١. تفادي إحراج وجودها في حياتك ومتاعب تخبئتها: تخيّلها تخرج من المنزل وتركب مع سائق باص غريب، تصّورها تتحدث عبر الهاتف مع شخص لا تعرفه، تخيّل حجم العار الذي ستلحقه بك لو سألها أحد الشبّان في الشارع عن مكان ما وتوقفت لتجيبه. إن هذه الأمثلة، أفضل سبب للتخلّص من إحراج وجودها على قيد الحياة.
٢. سيزيد نصيبك من الورثة: فبقتلها، ستصلح غلطة أمك بإنجاب فتاة، كما أنك لن تجد نفسك مضطراً لمشاركة ورثتك معها والدخول في مواضيع شائكة مثل للذكر مثل حظ الأنثيين. ستتنازل والدتك عن نصيبها لأنك فحل العائلة، وستحظى بحقك كاملاً غير منقوص، كما أن أحداً لن يتهمك بأنك كلب وضيع حرمت أختك من حقّها.
٣. لن يجبرك أحد على توصيلها وإعادتها كلما أرادت الخروج من المنزل: تقتضي الأصول أن لا تخرج الأخت من المنزل أبداً، لكن بعض الآباء والأمهات، هداهم الله، لم يوئدوا ابنتهم لحظة ولادتها، وهيأوا لها أسباب البقاء على قيد الحياة، بل ويرق قلبهم ويلين لرؤيتها حزينة حبيسة في المنزل، فيسمحون لها بالخروج، ويطالبونك أنت، دون أن يكون لك أي دخل بوجودها، أن توصلها وتعيدها، وهذا، وأيم الحق، هو الظلم بأم عينه.