محلل سياسي مُتعمق يغفل عن قراءة خبر لانهماكه بتحليل ما بين السطور
٢١ سبتمبر، ٢٠١٦

يتعمّد المحلل وأستاذ العلوم السياسية، هشام شلقوب، عدم قراءة خبر بأكمله، لانشغاله بقراءة ما بين سطوره وتحليلها وتمحيصها والتوصل إلى خبايا الخبر وكشف الرسائل المبطنة، التي تعمل الصحيفة على بثها بين الناس.
ويقول الأستاذ هشام أن بداياته في هذا المجال كانت متواضعة للغاية “كنت أعثر على ما يقارب الأربعة أسطر مخفيةً في كل خبر، وهذا يعني أن النصوص الإخبارية الأصلية مجرّد قناع خدّاع لتمرير الرسائل. واليوم، ومع تطوّر تقنياتي وتراكم خبراتي في اكتشاف الأسرار، صار من السهل علي إيجاد أحد عشر سطراً وثلاثة شعارات ماسونية وخطتين لتدمير الوطن على الأقل في كل مقال”.
ويضيف “إن قراءة الكلمات ذاتها لعبة قديمة وبائسة لا يمارسها سوى المبتدئون، على هؤلاء معرفة قراءة النصوص والكلمات بالعكس ومن الأسفل للأعلى وفي جميع الاتجاهات، أمّا عندما يصل المحلل للمستويات التي أعمل بها، فعليه تفادي أي كلمة تلهيه عن المحتوى الحقيقي، وهذا طبعاً لا يشمل الفواصل والنقاط، فقراءتها أهم من قراءة ما بين السطور”.
ويضيف أيضاً “على الرغم من كل ما توصّلت إليه، إلا أنَّني لم أكتشف لغاية الآن المؤامرة التي تتسبب بتآمر الجميع علينا وكرههم لنا، لقد ألقيت نظرة معمّقة لأوضاعنا وتأكدتَ أننا لا نملك شيئاً يثير طمع أي كائنٍ عاقل. لكنِّي متأكدٌ من أن المؤامرة موجودة في خبرٍ أو خطابٍ ما”.
أمّا عن خططه المستقبلية، فيكشف الأستاذ هشام أنه يعمل حالياً على شراء الأوراق البيضاء قبل إرسالها إلى المطابع الصحف، حتى لا تشتت السطور تركيزه عن القراءة فيما بينها، وليتمكّن من قراءة ما تحت السطور أيضاً”.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.