تحليل سياسي: ٥ أطراف لم تتدخل بالشأن السوري حتّى الآن
٣٠ أغسطس، ٢٠١٦

يسود اعتقاد خاطئ أنَّ سوريا دولة ذات سيادة، رغم أن كل ما على كوكب الأرض من كائنات حية ومواد خام وأحذية عسكرية ولِحى تدخَّل بالحرب الدائرة وترك بصمته وأثره في طريقة سير المعارك، والمواطنين.
نحن في الحدود، ولأننا نحبُّ أن نصدق أن لسوريا سيادة على شيء ما، أو أن شيئاً لم يتدخل فيها حتى الآن، أخذنا على عاتقنا مهمة إثبات هذه الفكرة والعثور على الأشياء التي لم تتدخل حتّى هذه اللحظة، بحثنا طويلاً، إلى أن عثرنا على ٩ أشياء، إلّا أنّ ٤ منها تطفلت على الشأن السوري خلال فترة إجراء التحقيق ونشره. لذا، نسارع لنشر ما تبقى من هذه الأشياء، مع تنويهنا إلى احتمالية تدخّلها على على حين غرّة قبل انتهائكم من قراءة الخبر.
المدنيون السوريون: من المعروف أن المدنيين السوريين، كبقية أشقائهم العرب، مجرد جماهير عريضة، ومن غير المسموح للجمهور أن يشارك في المسرحية، فالجمهور، غالبا ما يأخذ دور المتفرج، وفي حال مشاركته، فإن ذلك يكون بإيعاز من المخرج.
عندما حاول المدنيون في سوريا لعب دور في المسرحية الدائرة في بلادهم، قمعهم المخرج بحزم وعنف شديدين، واستعان برفاقه المخرجين للسيطرة عليهم، وتأديبهم أيضاً.
مدينة غوثام: مدينة متآكلة مهترئة ينخرها الفساد والزعران وعصابات المافيا، ولولا الجهود الجبّارة التي يبذلها الرجل الوطواط للسيطرة على الزعران ولأشرار لدخلوا سوريا منذ زمن بعيد، إلّا أن انشغالهم بمطاردة الوطواط أضعف قدرتهم، ولم يعودوا قادرين على دخول المتاهة السورية.
طاولة الحوار: من النادر أن تؤدي هذه الطاولة أي شيء مفيد، وأغلب الظّن أنها موجودة ليتحلّق الناس حولها ويتناقشون ويختلفون فحسب، وفي الحالة السورية، لم يختلف دور الطاولة كثيراً عن دورها في بقية الحالات، فهي لم تؤثر فيها، ويبدو أنّها لا تود ذلك، وهو ما قد يستدعي، في نهاية المطاف، قلبها فوق رؤوس الجميع.
إبليس: على الرغم من اتهامه بكل المساوئ والشرور، نفى إبليس أن يكون قد وسوس للناس للقيام بما يفتعلونه في سوريا، وتؤكّد مصادرنا أنّه غادر سوريا متنكّراّ مع اللاجئين خوفاً من الشياطين المرعبة الكريهة الملعونة التي تملأ المكان.
حمامة السلام: يعتبر الكثيرون الحمامة البيضاء رسالة محبة وسلام، إلّا أنّها عجزت عن التوفيق بين الأطراف المتناحرة، وغادرت لمناطق أخرى، بدلاً من النفخ في قربة مليئة بالثقوب التي أحدثها الرصاص.
ملاحظة: لا يعتبر تغوّط الحمامة على الأحداث وهي في طريقها للخروج من سوريا شكلاً من أشكال التدخّل.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.