تغطية إخبارية، خبر

عام على الاتفاق النووي مع إيران: الحدود تقف في دهاليز إبرام الصفقة

Loading...
صورة عام على الاتفاق النووي مع إيران: الحدود تقف في دهاليز إبرام الصفقة

عام على اتفاقية إيران مع العالم لوقف تهديدها النووي، عشرون جولة مفاوضات، عشرون سفرة، مئات تذاكر السفر، مئات الغرف الفندقية، والنقود انسكبت على شكل مياومات، في سبيل هذه اللحظة التاريخية.

ذرف الاسرائيليون الدموع، وصبت السعودية جامّ غضبها على اليمن، كما تبادل الأمريكان والإيرانيون الشتائم، والاتفاق النووي لا يزال صامداً.

فلماذا، وكيف، ثم لماذا حصل ذلك؟

الحدود كانت في الدهاليز، وقفت حيث لم يقف الآخرون، لأنه من الصعب أن يحتل جسمان نفس المساحة في نفس الوقت، لقد تسللنا لنأتيكم بأكثر اللحظات حميمية وشاعرية، والتي أسفرت عن هذا الاتفاق

مفاوضات مارثونية من فئة النفس الطويل

تقول كبيرة المفاوضين الأمريكيين: “عندما بدأت المفاوضات عام ٢٠٠٣، تحدث المفاوضون ببطء شديد، كان الإيرانيون يتصرفون كالسلاحف، وكنا نتحرك كالحلزونات، ثم تحوّل الأمر إلى لعبة، حتّى أننا أجرينا مباريات في البطء والمماطلة، لقد ضحكنا واستمتعنا كثيرا”

وتضيف: “عندما تبادلنا الرسائل، تفننا في تأكيد صدق نوايانا ومشاعرنا، رسمنا قلوب حلوب وحمامات سلام وطبعنا قبلاً على الرسائل، وأرسلناها بالحمام الزاجل حرصاً على الرومانسية، ولما كانت المسافة طويلة بيننا، فقد مات الكثير من الحمام في الطريق، وهو ما أفضى لمزيد من البطء وصعوبة التواصل، وأخّر الاتفاق لبضعة سنوات”.

مقلب ومقلب المضاد

كان أحد أهم المفاوضين وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، الذي كان عرضة للسخرية من اسمه المضحك، وفي إحدى المرات، ثارت ثائرته، وقرر معاقبة الجميع وتأديبهم، فكتب تغريدة تفيد الوصول إلى اتفاقية.

160714140730__90358522_capture

يقول مفاوض فرنسي :”آنذاك، لم نكن قد توصلنا لشيء، ولكنه أحرجنا وأصبح علينا فعل شيء ما، لقد كان مؤسفاً معرفة أن أوقات السمر والرفقة الطيبة ستنتهي قريباً”.

خبز وملح وطبخ وبيتزا وشوكولا سويسرية

كان للطعام دور في تقريب الفروقات بين المفاوضين. وعندما طبخ الإيرانيون طعامهم، دعوا الجميع للطعام.

يقول مسؤول المفاوضات في الإتحاد الأوروبي ” لقد كان الدجاج الإيراني بالفستق طبقي المفضل، وأحببت المكدوس واللبنة والجبنة ومربى البرقوق والشاي والقهوة وحلوى الزعفران، لقد أصبح بيننا خبز وملح والكثير من البهارات، كنا نلجأ للطعام، فهو أفضل وطريقة لمقاربة وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة”.

وكان للخارجية السويسرية دور في استضافة العديد من الجولات وتحريكها، ويقول أحد الدبلوماسيين السويسريين “كنا نهدي كل مفاوض ثلاثة كيلو غرامات من الشوكولاتة السويسرية الفاخرة لتحفيزهم على التفاوض. لقد كانوا يأكلون الشوكولاتة بشراهة، يتعاركون ويأكلون، يضحكون ويأكلون، وكلما مروا بموقف عصيب أو نقطة مفصلية، التهموا الشوكولاتة وذهبوا للنوم”.

وعادة ما استمرت المفاوضات بعد موعدها المحدد، واضطر صاحب الفندق لتعطيل فندقه وإلغاء الحجوزات وطرد السيّاح، حيث مددت فرق المفاوضين إقاماتهم وقضوا ليالٍ طويلة وهم يتناولون البيتزا بحجة أنهم يتفاوضون.

“لقد سمعتهم وهم يتبادلون النصائح بخصوص الأفلام والموسيقى”، يؤكّد صاحب الفندق، ” كان بعضهم يشرب البيرة والنبيذ في كؤوس سوداء لئلا يثيروا حفيظة الإيرانيين”.

أشياء مشتركة

وقربت ساعات المفاوضات بين المفاوضين. وتذكر إحدى المفاوضات اكتشاف أمور مشتركة مع المفاوضين الإيرانيين “لكل منا أذنين وأنف وفم، كنا جميعاً نمشي على قدمين، نأكل من فوّهة في مقدّمة الوجه، حتّى أن العديد منّا كان يغطي جسده بقطع قماش مقصوصة على أشكال مختلفة، إلّا أن أغلبها كان من القطن”.

نهاية سعيدة، وحزينة أيضاً

في نهاية الأمر، جاء المدعو جون كيري، وأخبر الجميع أنه وزير خارجية الولايات المتّحدة، ويذكر مفاوض روسي “أخبرنا أن عمره تجاوز السبعين ولم يعد قادراً على تحمّل عدم انعقاد صفقة دون سبب أو عذر، أخذنا إلى غرفة المفاوضات، أمسك بأيدينا، ووقّع على الأوراق”.


وتابع: “كانت اللحظة الفارقة عندما قطع كيري عهداً على نفسه بعدم السماح لنا إجراء أي مفاوضات مرة أخرى، وكان هذا هو الأمر الأهم بالنسبة لنا، عمّنا الحزن والسكون، ثم انفجرنا جميعاً بالبكاء، لقد أدركنا كم أحببنا البيتزا، والسفر، والمياومات”.

شعورك تجاه المقال؟