فتوى الحدود: هل يُفْسِد الصيام تناول لحم الخنزير المطبوخ بالنبيذ عن بطن امرأة عارية؟
فضيلة مولانا الشيخ مدرار أفاضل - شيخ الحدود لشؤون التحريم والتحليل
٠٩ يونيو، ٢٠١٦
القرّاء الأعزاّء، راسلنا السيد سامح مواويل، مستفسراً عما إذا كان تناول لحم الخنزير المطبوخ بالنبيذ عن بطن امرأة عارية مفسداً للصيام.
انقطاع المرء عن تناول الطعام، باستثناء أيّام الشهر الفضيل، محرّم ومفسدة ما بعدها مفسدة، فهو انتحار مقصود، وسبب لموت الأشخاص وتناقص البشرية وانقراضها، وعدم اتمام لمهمة إعمار الأرض.
وبما أن الأصل في الأمور الإباحة، فإننا سنفصّل كل جزء من هذه الوجبة إلى أن نصل النتيجة معاً، إن شاء الله:
عندما كنت شاباً يافعاً فتيّاً، سمعت من أحد أصدقائي أن شوي اللحم بالعرق، والكحول بشكل عام، يضيف نكهة لا يُعلى عليها، خصوصاً إن كانت وجبة ضلع كبير من اللحم المتبّل. ونظراً لأن درجة الحرارة اللازمة لتبخّر الخمر أخفض بكثير من درجة تبخّر الماء. فإن طَهو الطعام بشكل جيد والتثبت من تبخّر الكحول يُعَدّ ضمانة لعدم فقدان الآكلين لعقولهم، وبالإمكان تناوله.
أمّا بالنسبة لوعاء التّقديم، فبإمكان الشخص تناول الطّعام عن كُلِّ ما أُحلّ له، سواء أكان ذلك الأرض أو الصّحون أو أي من ممتلكاته من النساء. وفي هذه الحال، يمكن للشخص تناول الطعام عن كتف امرأته أو ظهرها أو جبينها أوأصابع قدميها إن إراد، كلٌّ بحسب أمراضه النفسية.
والآن، بخصوص لحم الخنزير، فالأصل أنّه محرّم، ويفضّل استبداله بلحم الخروف أو البقر أو الدجاج أو السمك أو البط أو الأرانب أو حتّى السحالي والأفاعي والضفادع. ولكن، بالطبع، يمكن تناول الخنزير إن قاربت على الهلاك ولم يكن أمامك أي طعام آخر، أو إذا قام فضيلة شيخ آخر بتحليله، مثلما نستطيع تحليل أي شيء.
خلاصة الأمر، إن كنت صائماً وتائهاً في الصحراء، ولم يكن معك سوى زوجتك أو إحدى سباياك، وأوشكت على الموت جوعاً، ثم وجدت قنينة نبيذ في كهف مهجور وعثرت بخنزير بريّ، في هذه الحال، يمكنك طبخ الخنزير بالنبيذ لتتأكد من نظافته وتعقيمه، واستخدم امرأتك كصحن لكي لا يتّسخ الطعام.
والله أعلم.