كلُّ رأسٍ والسُنَّةُ بألفِ خير
٢٩ ديسمبر، ٢٠٢٥

بقلم الكاتب والمفكّر والعقيد ذو القرنين زنّور البصر عبد الحميد - ترجمة مايكل أبو العاص
قد لا أبدو لكم كُوْلاً مثل فخامة رئيسنا أو سعلب دبلوماسيتنا، وربّما يُشعركم اسمي بأنني سفاحٌ أو عقيدٌ نمرٌ، لكنني مجرّءُ عبدٍ لله بلغ بين السدّين فوجد من دونهما قوماً لا يكادون يفقهون قولاً، فطلبتُ منهم أن يعينوني بقوة لأجعل بينهم ردماً، والله وليّ التوفيق.
أعزّائي القراء، أخواتي اللواتي سيقرأ لهنّ أولو الأمر مقالتي هذه، إنني بمناسبة هذه البِدعة والضلالة المُحتفى بها، أودّ أن أصحّحَ لكم بعض المفاهيم الخاطئة عني، و أن أتحدّث إليكم كإنسان يخاطب عقل وقلب أناسٍ مثله وخنازير وبويجيّة وعبّاد صليب وفرْج وذوي شوراب، دون تمييز.
إنّ الرأس بطبيعته ميّال للتساؤل إن بقي في مكانه، والتساؤل يفتح باب الخلاف، والخلاف يُضعف الصف. والدولة لا تُبنى بالنوايا الطيبة، بل بالرؤوس الصحيحة في المكان الصحيح. وكلّ رأسٍ طار من مكانه لم يكن بهدف إراقة الدماء، بل لأنه كان عبئاً على صاحبه وعلينا وعليكم.
أودّ أن أطمئن كل من ما زال يحتفظ برأسه حتى الآن أنه قد ينجو برأسه إن كان منّا، أو إن عوى أو نبحَ أو نَخَر أو أكرمَ شيخنا أبي مريم. فنحن اليوم في مرحلة تتطلّب خطاباً يؤكّد أن دولتنا تتّسع للجميع، وأننا لا نقصي أحداً بسبب دينه أو عرقه أو طائفته، بل فقط بسبب أفكاره وموقفه من الدولة.
بهذه المناسبة المُبتدعة، دعونا نتفق أن السياسة فنّ الممكن، والجهاد فنّ الضروري، ونحن اليوم معتدلون مقارنة بماضينا. أما من يطالبنا بأن نكون معتدلين إلى درجة التوقف عن كوننا نحن من نحن، فهو لا يفهم طبيعة المرحلة وأن المجتمع المتنوّع لا يستقيم إلا إذا عرف كل رأس حدوده، فاعرف حدّك يا رأس.
وكل عام وسُنّةُ نبينا هي رأسُ كل شيء،
شاء من شاء وعوى من عوى.
أخوكم زنّور ♥️