أم تعرض على بابا نويل أخذ الأولاد معه بما أنه يرى أنهم كانوا محترمين طوال العام
آدم مؤزّر - مراسل الحدود لشؤون الأمومة والطفولة
٢٤ ديسمبر، ٢٠٢٥

عرضت السيدة تماضر محاسيس "أم توفيق" قبل قليل على بابا نويل أخذ أولادها معه، بما أنه اعتبر أن عادل الذي قرر أن شاشة التلفاز بديلٌ مناسب للسبّورة، واختبر قدرة الموز على الاختباء لأسبوعين في الخزانة، ولا يتقن النوم إلا بوضعيات الجمباز؛ وهدى التي قررت استخدام قلم الحمرة على شفتيها اللتين تمتدان على كامل وجهها وشرشف السرير؛ وتوفيق الذي لم يجد وسيلةً للاحتجاج على واجب المدرسة سوى اقتباس أقوال والده وإخبار معلمته أن ما تفعله عهر، والذي قرر الأسبوع الماضي إطلاع جدّته أم أبيه على لانجُري أمّه. نعم، عرضت تماضر على بابا نويل أخذ الثلاثة، بما أنهم كانوا مهذّبين ومحترمين طوال العام، وفق ما رأى وهو مسترخٍ يشرب الكاكاو في كوخه الواقع في مؤخرة الكوكب.
وأخبرت تماضر بابا نويل أن أولادها بالفعل كما يراهم: مهذّبون ومحترمون "وفي غاية النشاط. خذهم ليوزعوا معك الهدايا. قبل شهرين شكّلوا عصابة قراصنة ونفّذوا غزوة بالنزول من الطابق الرابع إلى شرفة الجيران وهم يتدلّون على مواسير الصرف الصحي، ومن السهل عليهم التسلل عبر المداخن دون أدنى اكتراث بالسخام والشحبار. طبعاً، فهناك شغّالة بانتظارهم في المنزل لتحممّهم وتغسل ملابسهم. يمكنك أيضاً ربطهم بالزلاجة بدل الغزلان، فهم يجرون طوال الوقت ولا يتوقفون إلا حين أبدأ بالصياح. أصلاً ما هم الأطفال؟ حيوانات ناطقة، عادل وهدى وتوفيق حيوانات تماماً".
وأضافت "خذهم لتجربة المستخدم يا أخي، فهم أفضل من تستعين به لتتأكد من جودة ألعابك. يفتحون كل شيء، يرمون كل شيء، يقفزون فوق كل شيء، يكسّرون كل شيء، ويختبرون تفاعل الألعاب مع لعابهم بفركها في أنوفهم وعضها وابتلاعها، ومدى الأذى الذي تسببه إن طعنوا بها شخصاً آخر".
وشدّدت تماضر على بابا نويل أن يأخذهم، لأن عليه أن يتصرف كبابا حقيقي بدل المجيء مرة في السنة لوضع الهدايا والهرب قبل استيقاظ الأولاد "حتى لو لم ترغب بالاستفادة منهم، خذهم ليوم أو يومين، فسّحهم، ابسطهم، أطلقهم ليلعبوا بالثلج مع الدببة من أمثالهم؛ وبالمرّة خذ أبوهم، فقد كان أكثرهم تهذيباً لهذا العام؛ جالسٌ طوال الوقت ولا علاقة له بما يفعله بقية الأولاد".