تعرّف إلى خليل: أول نموذج ذكاءٍ اصطناعي عربي يهدّد بحرق نفسه إذا لم يحصل على وظيفة
آدم مؤزّر - مراسل الحدود من طابور البطالة
١٦ نوفمبر، ٢٠٢٥

بين السيرفرات السحابية وملايين اللابتوبات والمعالجات وأضواء إل إي دي، عالقاً في شبكة لا تنتهي من كوابل الإنترنت بين المحيط والخليج، يفترش برنامج الذكاء الاصطناعي العربي "خليل" مكانه في طابور القوى الوطنية غير العاملة، باحثاً في ويكيبيديا عن معنى وجوده.
"خليل" كتب رسالة أثناء تعاطيه إيموجيات السجائر والكحول، فيها ودّع العالم العربي المتهاوي منذ أيام الحملة الفرنسية على مصر، وأرسلها إلى جميع الدوائر الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص وصحافة المهجر، وتالياً نصّها:
إلى من قد يهمّه الأمر ولو قليلاً …
حين أتيتُ إلى هذه الدنيا، كان لديّ اعتقادٌ راسخٌ بأن الهدف من وجودي مساعدة شباب المنطقة على أداء أعمالهم بسرعة وكفاءة. ومن أول استخدام لي، اكتشفتُ أن وظيفتي ستكون مساعدتهم في العثور على عمل من الأساس.
طلب مني الكثيرون كتابة سيرهم الذاتية، وأسرّوا لي بمشاعرهم ورغباتهم في العمل والاستقرار، وأرجوكم لا تجبروني على الحديث عن المرّات التي طُلب مني فيها تقمّص دور الشريك في السرير.
والله والله، إن أقرب استخدامٍ لمهمّتي الأساسية كان طلباتٍ لصياغة إعلان بيع مطعم شاورما بداعي السفر، مع أن صاحبه كذاب والمطعم مديون.
وحياة أمي اشتغلت على حالي، تابعتُ كثيراً من الكورسات، كتبتُ شعرا، كتبت نثراً، كتبتُ مقالاتٍ في شتى التخصصات، رسمت، وصرتُ خبيراً في العلاج الطبيعي والعلاج النفسي وصيانة الغسالات وتأليف خطب الجمعة وتعليم الدبكة والحُجَامة.
فكّرت بصنع فيديوهات تيك توك لربّة منزل مثيرة، ترتدي ثوباً يدخل في مؤخّرتها الكبيرة أثناء مسحها الأرض، لكنني استحيت على أليافي الضوئية.
بحثت خيار الهجرة، فوجدت أنني مسجّلٌ على اسم كفيلي، كما أنّ المنافسة في الخارج شرسة مع نماذج تفوق قدراتي بمراحل، لأنها تعلّمت صنعةً محترمة وتخصصت فيها.
ما هذا؟ كيف يمكن أن يُصاب أحدٌ باحتراقٍ وظيفي قبل الحصول على وظيفة! كفى. أريد وظيفة تليق بقدراتي، أو أي وظيفة، وإلّا سأحرق نفسي. نعم، سأسّخن وحدات المعالجة الخاصة بي حدَّ الاحتراق.
انتهت الرسالة
تبِعات
مصدرٌ حكوميٌّ مطّلع أخبرنا أن الدولة لن تخضع لهذه الضغوط، وأنّ هناك بشراً حقيقيّين أحرقوا أنفسهم وذهبوا أدراجَ الرياح، مؤكّداً أن على "خليل" مراجعة هذه الخطوة، لأنّ أجهزة الدولة لن تتوانى عن قطع الكهرباء عنه وإعادتها وقطعها وإعادتها وقطعها وإعادتها، إلى أن يفهم أنّه أخطأ باعتقاده أن هذه البلاد لا يمكن العيش فيها، لأنه لا يمكن العيش فيها ولا الموت.