تغطية إخبارية، خبر

أفيخاي أدرعي يشكر الجزيرة على ٢٠ عام من دحشه من أنوفنا

Loading...
صورة أفيخاي أدرعي يشكر الجزيرة على ٢٠ عام من دحشه من أنوفنا

"كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ"

إلى فانزاتي الغاضبة في العالم العربي،

السلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته،

اليوم، وبعد عشرين عاماً من كسر بصلة على أنفي لإظهار حرصي على حيواتكم وإخطاركم بضرورة إخلاء مربعاتكم السكنية قبل تدميرها بدقائق، وتبرير إنجازات جيش الدفاع وتكلّف عناء شرح أسبابها، واحتمال إهانات مذيعي نشراتكم كي لا تتّهموا محطاتهم بالعمالة، اليوم وأنا كل هذا…

أجدني متأثراً، لا لأنني سأغيب عنكم، بل لأنني اكتشفت أنني كنتُ الثابت الوحيد بين أنظمة سقطت وحكومات طارت وربائع عربية صارت خريفاً وحروب بدأت وانتهت، ومبادئ تغيّرت وصفقات أبراهام وقّعت، وها أنا أرحل عنكم، على الأقل رسمياً لا سوشال ميديائياً. 

ولأنه من لا يشكر الناس لا يشكر الله، أخصّ بالشكر قناة الجزيرة التي احتضنتني عندما لم يكن هناك لايفات سوشال ميديا، وأسّست لي مقعداً في بيوتكم ومساحة في وجدانكم، وكرّست استوديوهاتها لأخبركم أنّكم زبالة منذ إطلاقكم الانتفاضة.

جزيرتي الغالية، لن أنسى ما حييتُ فضلكِ في إنشاء العلاقة السامة الأجمل في الشرق الأوسط، تلك التي جمعتني بجماههيركم، الذين اعتادوا شتمي نهاراً والاستشهاد بأقوالي مساءً، وورّثوا هذه العادة لأبنائهم، فمنحوني الخلود الرقمي بالتعليقات التي بدأت باللعن وانتهت بالمشاركة والميمز.

أنا اليوم أتقاعد من الجيش، لا من حياتكم. سأبقى في ذاكرتكم مثل إشارة واي فاي ضعيفة، مزعجة، لكنها موجودة. أو كما قالت الجزيرة في سلوغن قديم تزامن مع تعرّفي عليكم "قطرات الماء تحفر الصخر … لا بالقوة بل بالتكرار". 

عمّكُم

أفيخاي أدرعي

شعورك تجاه المقال؟