لايف ستايل، تقرير

هل يمكن أن يعيش أي مواطن ٤٨ ساعة دون وجود قائد مفدى في حياته؟

مايكل أبو العاص - أخصّائي قيادات مفديّة

Loading...
صورة هل يمكن أن يعيش أي مواطن ٤٨ ساعة دون وجود قائد مفدى في حياته؟

سواء كنتَ تتسائل عن سبب انحلال المجتمعات الديمقراطية وضعف معدلات المواليد لديها، أو كنت تفكّر بأهميّة وجود صورة للقائد في الصيدلية وعلى أعمدة الإنارة، أو تطقطق على الكيبورد مع تشات جي بي تي لتستدرجه في الحديث عن السبب وراء أن القائد لا بدّ أن يكون مفدّى، فهذا المقال سيسدّ نيعك عزيزي المتسائل. 

القيادة ليست مجرّد منصب رفيع أو وظيفة حكومية كما يعتقد ثلثي سكان الكوكب، وإنما حاجة إنسانية عميقة جُبلَ الإنسان عليها منذ توقّف عن كونه قرد. هذا ما كشفت عنه دراسة أجراها معهد الحدود العالي ٣ أمتار تقريباً، وأظهرت أن المواطن يفقد توازنه الهرموني بعد ٣ ساعات فقط من غياب صورة الزعيم عن ناظريه، وهذا ما يفسر كثرة الحوادث أثناء محاولات الهجرة.

كما يمكن ملاحظة أعراض ذاك الغياب في الدول التي لا يوجد فيها قائد مفدّى، المواطنون هائمون على وجوههم يضيعون أوقاتهم وجهودهم وطاقاتهم في التفكير بأنفسهم وسياساتهم وحقوقهم وبيئتهم ورغباتهم. كما وجدت الدراسة أنّه في الدول التي أول ما يسمعه الطفل فيها بعد صرخة الولادة هو اسم القائد، وأول من يراه بعد الطبيب هو صورة القائد على الجدار، هي الأولى عالمياً دون منازع في معدّلات الكرامة وعزة النفس.

في تجربة أجراها العالم البريطاني الشهير كُ.أُ. على مواطنين وُضعوا في بيئة خالية من صور القائد، تبيّن أن المشاركين في الدراسة بدأوا بعد ساعات قليلة يشعرون بالضياع، حتى أن أحدهم حاول قتل نفسه، فيما بدأ المشاركون ينادون بعضهم بـ "سيدي" و"جلالتك" و"سموّك" لملء الفراغ المعنوي. 

في سوريا، مثلاً، لم يحتمل الشعب البقاء ٢٤ ساعة بدون سيد رئيس قائد عظيم قاهر للمؤامرات؛ وأجبروا القائد المحرّر الجديد على تولّي الرئاسة والعمل لديهم كقائد أموي فاتح مفدّى.

لذا، فالإجابة باختصار، نعم يمكن لذلك المواطن أن يعيش بدون زعيم مفدّى، لكن بلا معنى، يعيش عيشة الكلاب الضالّة، لا يعرف توجيهات اليوم ولا مستوى عنق الزجاجة، أما الإجابة الحقيقية فهي… يعيش القائد المفدّى، يعيش، يعيش، يعيش. 

شعورك تجاه المقال؟