تغطية إخبارية، الحدود تسأل والحدود تجيب

أين اختفت دعوات النفير العام؟ أنت تسأل والأكثرية تؤكد أن أمعاء البطن تتقاتل

فتحي العترماني - مراسل الحدود لشؤون الحوار الوطني

Loading...
صورة أين اختفت دعوات النفير العام؟ أنت تسأل والأكثرية تؤكد أن أمعاء البطن تتقاتل

وردت إلى بريد الحدود عدة شكاوى تتساءل عن وجود خلل تقني في موقعة ذات الباغيت التي تجري في الشمال السوري بين شباب الأمن العام والمهاجرين الفرنسيين الذين هم منّا ونحنُ منهم؛ إذ بحث عشرات المستخدمين عن فيديوهات لأئمة مساجد يعلنون النفير العام وعن حملات أهالي حي الميدان الدمشقي لتجهيز الغُزاة المتوجهين شمالاً، ولم يجدوا أياً منها على الإنترنت، فيما حلَّ مراسلنا في جولته على عشرات المضافات العشائرية ولم يجد فيها حتى فنجان قهوة واحد انسكب بنيّة تحرير حارم. 

ظنَّنا في البداية أنَّ ما يجري هو استراتيجية جديدة من استراتيجيات الحرب الإعلامية التي طورها ثعلب الدبلوماسية واللغة أسعد الشيباني تتضمن عدم ترك أثرٍ وراء الغزوات، بعد ما تسببت به من وجع رأس وقال وقيل ورويترز ولجان تقصي حقائق أممية، وفي معرض طلبنا الحصول على توضيحات، ردَّت الأمانة العامة للشؤون الأكثرية التابعة لرئاسة الخارجية في بيانٍ ترحَّمت فيه على شباب الأمن العام وطمأنت الجماهير أن لا يقلقوا من أن تسيل الدماء، "أمعاء البطن تتقاتل فيما بينها طوال اليوم وأكثر ما قد ينتج عن هكذا معركة هو الخراء".

فيما أكَّد اتحاد شبيحة الثورة في تغريدة أنَّه يمكن –تجاوزاً، وللمرة الأولى خلال ١٤ سنة– للمتصيّدين تسمية ما يجري في إدلب "حرباً أهلية" لا ثورة شعب أعزل على طاغية متجبّر ينكث العهد والميثاق، إذ إنَّ ما يجري اقتتال سوري-سوري ليس فيه دعوات انقلاب على بعد مئات الكيلومترات من العاصمة ولا عملاء باطنيين ولا عبدة فرج يقلقون السلم الأهلي.

وأفاد مراسلنا الذي كان متنكراً على هيئة دبّوس عُقاب الهوية البصرية الجديدة معلّقاً على صدر مستشار الرئيس للشؤون الإعلامية أحمد موفق زيدان أنّه سمع الأخير يقول في لقاء تاريخي مع شاعر مغمور لم ينشر ديواناً مطبوعاً منذ التسعينات، إنَّه ليس من شيم الدولة السورية الجنوح إلى لغة الحرب وسياسة تكسير العظام بدلاً من تغليب لغة الحوار على الحسمِ الحسمِ الذي لا يفهم الآخرين لغة غيره، موضحاً أنّه جرى الاتفاق على تبويس اللحى والشواب وعقد جلسة صلح مع الفرنسيين ستُفضي إلى جولة تمشيط مشتركة في الساحل كبادرة حسن نية من الطرفين.

اشتكى عدد من السوريين من غياب دعوات النفير العام وتجهيز الغزاة وسكب القهوة عن موقعة ذات الباغيت التي تجري في الشمال السوري بين شباب الأمن العام والمهاجرين الفرنسيين الذين هم منّا ونحنُ منهم، قبل أن تؤكد الحكومة أنه لا دماء هذه المرة وأنه مجرد صراع أمعاء في البطن الواحد. 

شعورك تجاه المقال؟