هل هذه صفقة استسلام أم بحث عن صورة انتصار وهمي؟ أنت تسأل والحدود تحتار في الإجابة
مايكل أبو العاص - محرر شؤون الحيرة في أمرنا
٣٠ سبتمبر، ٢٠٢٥
.jpg&w=1440&q=75)
من البديهي أن يشعر أي إنسان عاقل لديه ١ ملغم³ من الإنسانية -وعددهم قليل جداً- بالسعادة تجاه أي خطة لوقف أي حرب، ولكن هذا الأمر لا يصبح بديهياً عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، إذ إنّ التصفيق لأي خطة سلام معها يشبه التصفيق لميّت بعد الصلاة عليه.
لكن لو فرزنا أبرز بنود الخطة إلى أهداف محققة/غير محققة، فسنلاحظ أنها نصّت على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من كامل قطاع غزة. ومع أنه لم يكن هناك قوات إسرائيلية مطالبة بالانسحاب قبل ٧-أكتوبر، إلا أن هذا لا يُعدّ نصراً وهمياً للعدو أيضاً؛ ويمكنك اعتبارها نقطة "وِن-وِن"، أحدهم سيقول دخلت وأنجزت مهمّتي، والآخر يردّ بأنه دحرَ العدوّ بعد إذلاله؛ لذلك احتسبها ١-١.
إضافة إلى ذلك، نصت الخطة على الإفراج عن ٢٥٠ أسيراً فلسطينياً و ٢٠٠٠ من المعتقلين بعد ٧-أكتوبر، ورغم أن هذا لا يحقق هدف تبييض السجون المعلن عنه، لكنّه أيضاً يُعدّ خسارةً لبن غفير، بالتالي، بشكل أو بآخر، يتقاطع مع أحد أهداف السابع من أكتوبر، ويمكنك أيضاً اعتبار هذا البند تعادلاً وأن النتيجة صارت ٢-٢.
الخطة أشارت أيضاً إلى عدم ضم الضفة الغربية من قبل إسرائيل، وعدم ضم أو احتلال أي جزء من غزة؛ وهذا هو صلب أهداف ٧-أكتوبر التي أشار لها خطاب البقرات الحمراء، بغض النظر عن أن إسرائيل لم تحترم أي اتفاقية هدنة أو سلام أو حتى مجرد اتفاق أمني كي نقول أن الهدف تحقق، لكن يمكنك القول بأريحية أنها نقطة في صالح القضية لتصبح النتيجة ٣-٢.
على الجانب الآخر، يتساءل المتسائلون: أليس الإفراج عن الرهائن مقابل وقف الحرب خسارة لورقة التفاوض على تبييض السجون؟ - طيب، اعتبرها نقطة لإسرائيل و ٣-٣… ثمّ يعود ليسأل: أليس وضع آلية لحكم غزة دون حماس والفصائل والسلطة يعدّ انتكاسة جديدة لمشروع الدولة الفلسطينية المستقلة وحق تقرير المصير؟ - حسناً، ربّما معك حق أخي المتسائل. تقدّمت صورة النصر الوهمي، فأصبحت النتيجة ٤-٣.
طيب دعك من كل ذلك، يضيف المتسائلون: أليس مسح غزة عن الوجود والقضاء على/ إخراج حماس منها وتجريد غزة من السلاح، دون أن يكلف ذلك إسرائيل ولا شيكل واحد بتكفل العرب بدفع تكاليف إعادة الإعمار يعدّ صورة نصر وهمي لنتنياهو؟ - ربّما، أليسَ بالفعل. النتيجة أصبحت ٥-٣.
حسناً، إن تمكّنت إسرائيل من قتل ٦٦ ألف فلسطيني وتهجير خمسة أضعافهم وتدمير ٩٠٪ من القطاع… يا حبيبي! هل تكون كسبت؟ هل على حماس رفض الخطة؟ أم أنها كما اتفقنا مجرد صورة نصر وهمي وبكل الأحوال كسبنا؟ يضيف المتسائلون مزيداً من الأسئلة…
في الحقيقة، دعنا من الأرقام والنتائج، وتوقف عن التساؤل. لا أعرف. ولا أريد أن أعرف، ولستُ مهتماً أن أعرف، ولا أدري لماذا سايرتك وبدأت باحتساب النقاط، ما أعرفه أننا أنا وأنت لا نعيش الحرب ولا السلام، بل في مؤتمراتهما الصحفية وأخبارهما العاجلة وفايز دويريهما فقط، وأنّ الوحيد المعني بالحصول على إجابة هو الغزّي الذي همّه الآن هو متى سيصبح مثلنا عنده رفاهية الاحتيار.