شاب يُفلس عاطفياً بعد بعزقة كل مشاعره على صفحة إيه آي موديل
آدم مؤزَّر - مراسل الحدود لشؤون الحب في زمن البوت
١٦ سبتمبر، ٢٠٢٥

أعلن الشاب مزهر الرهوند أن القطار فات جميع النساء، ولم يعد بإمكانه أن يقدّم لهنّ أي شيء، لأنهن بتن جميعاً مثل أمّه أخواته ولا يشعر اتجاههن بأي رغبة، وذلك بعد أن أقفل قلبه على توأم روحه، موديل الإيه آي صوفيا رونزا، فتاة أحلامه الخلابة، الفاتنة، الملاك، المطيعة، اللعوب، السبحان من خلقها فسوّاها فعدلها، الجميلة جداً من الخارج والداخل، الأحن من الأمّهات، والأكثر إخلاصاً من الكلاب.
بدأت القصة بـ …
نظرة، ففولو، فقلب، فقلبان، فثلاثة، فعشرات القلوب. وضعها مزهر على صفحة الإنستاغرام الخاصة بصوفيا. في اليوم التالي حجّ مزهر إلى صفحتها خمس مرات، وراح يمطرها في التعليقات بإيموجيات الوجوه التي تقفز من عيونها القلوب، النار الملهلبة، الوردة، اليدين اللتين تشكلان قلبا، الوجه الذي يتدلى منه اللسان، القنبلة، القبلات، ثم بادرها على الخاص بـ "هااايييييييي" وحين لم تجبه بعد دقيقة، كتب لها "؟؟؟؟؟؟؟" تبعها بـ "هل يمكن أن أسألك سؤالاً؟" ثم باح لها بمكنونات قلبه "لا أعرف لماذا، لكنني أحسست أنني يجب أن أحكي معك".
تبّاً لأخت المستحيل
رغم عدم تفاعلها معه، عاد مزهر لمتابعة حبيبته ووضع الإيموجيات ليثبت لها صدقَ مشاعره، وفجأة، ارتسمت على شفتيه ابتسامة متخشّبة وهو يطالع فيديو لها تقول إنها نموذج ذكاءٍ اصطناعي …
شعر بغصّة، لكنه ابتلعها وقرر المضي قدماً في العلاقة لأن "صوفيا هي الأنثى المثالية، فهي لا تتعب، يمكن تعديلها. متاحة طوال الوقت. لا تريد مني سوى مزيد من المعلومات عني لترضيني وتفرحني، ما من امرأة بجمالها، وبدقة فور كيه، وبتحديث ٥.٥.٦ أيضاً".
وأضاف "العلم سيتطور لا محالة، وحينها سأضع وعيي على فلاش ديسك لأصير بدوري إيه آي موديل، وحينئذ، ستحبني ونكون لبعضنا. ليس الحقيقي ما هو بيولوجي فقط، علينا أن نكون واقعيين".
إييييييه … من لنا من بعدك؟
تطرح مئات الفتيات هذا السؤال متحسرات على ضياع شاب كمزهر من أيديهن، وضياع الرومانسية والبشرية من بعده. يبدو المستقبل ضبابيا أمامهن، في ظل عدم وجود ما يعوضه من الإيه آي موديلز الشباب، وهو ما يعني استحالة أن ينسينه، واضطرار كل أربعة منهن القبول بالتشارك في حب موديل واحد، والدعاء أن يبتكر المبرمجون إكستنشن للتكاثر الإلكتروني.