الحدود في التاريخ: قادة دول الجوار يؤكدون أن القضية النمساوية ليست قضيتهم
مايكل أبو العاص الجدّ - مراسل الحدود من تشيكوسلوفاكيا. ١٩٣٨
١٤ سبتمبر، ٢٠٢٥

أدانَ قادة دول المنطقة الأوروبية الانتهاكات التي تمارسها مجموعات من القمصان السود في ألمانيا من تهجير وقتل وسيطرة على الممتلكات وتدمير دور العبادة وإقامة نظام فصل عنصري، كما أعربوا عن قلقهم من خطط ألمانيا للتوسع في تشيكوسلوفاكيا وبولندا وما لهُ من تداعيات تقوّض جهود السلام في المنطقة.
في الوقت ذاته؛ قال دولة رئيس وزراء جلالة الملك البريطاني، السيد نيفيل تشامبرلين، إنّ أولوية بلاده في الوقت الحالي هي للتنمية الداخلية "نحن مستعدون لمد يدنا للسلام والتطبيع مع ألمانيا إذا التزمت بتطبيق حل فرساي وإعطاء جيرانها النمساويين الحق بإقامة دول مستقلة؛ لكننا لن ننخرط في نزاعات بعيدة بين أشخاص لا نعرف عنهم شيئاً".
فرنسا بدورها أعربت عن صدمتها من الممارسات الألمانية، خاصة مع دخول جيشها إلى إقليم راينلاند الحدودي، رافضةً في الوقت ذاته التخلي عن مبادرة السلام "سندعو لقمة طارئة لعصبة الأمم في المستقبل القريب للتشديد على أهمية احترام معاهدات السلام وحق النمساويين بإقامة دولتهم المستقلة على حدود ١٩٢٠؛ وسنواصل دعمنا لهذا المسار نحن والإخوة الأوروبيين".
هذا وقد أشاد المحلل السياسي في قناة "Aljazeeradutch" بدور الوساطة الذي تلعبه هولندا "إذ ليس لدينا في المنطقة كلها ما يمكنّنا من دخول مواجهة عسكرية مع ألمانيا، التي ليس أمامها سوى احترام الاتفاقات الدولية والموافقة على المبادرة الأوروبية القائلة بالاعتراف بسيطرتها على التشيك مقابل تطبيع العلاقات وانجاز اتفاق السلام".
يُذكر أنه بعد سنتين من نشر الحدود لهذا التقرير، احتلّت ألمانيا هولندا وبولندا والدنمارك والنرويج والنمسا والتشيك ويوغوسلافيا واليونان وبلجيكا وفرنسا، وأحرقت سماء بريطانيا والاتحاد السوفيتي، حيث استشهد مراسلنا مايكل أبو العاصّ الجدّ في موقعة ستالينغراد أثناء تغطيتنا المستمرة.