الشيباني يكتب: كثيرون يطالبوك بالانتقال السياسي، قلّة يقولون الحمدلله على السلامة
٠٩ سبتمبر، ٢٠٢٥

قرّاء الحدود الأكارم،
أكتب لكم اليوم باسم الجمهورية الأكثرية السورية، وباسم الأكثرية والأقلية إياها والأقليات الأخرى، لنعرب عن خيبة أملنا من اهتمام المجتمع الدولي غير المبرَّر والغريب بالوصول لا السعي، وتأكيده المستمر على ضرورة استمرار الانتقال السياسي دون أن يعبأ أي من أعضائه بقول الحمدلله على سلامة الخطيفة المحررة، أو على الأقل سؤالها إن كانت تحتاج كأس مياه أو مذكرة تفاهم بقيمة ١٢ مليار دولار جديدة.
نجتمع مع دول الجامعة العربية لمناقشة القضايا الإقليمية والمصير المشترك كدولة بالغة راشدة يُحسب لها ألف حساب رسمي وغير رسمي على فيسبوك، فتقول في بيانها إنَّ الحل في سوريا يكون بالانخراط الجاد في عملية سياسية وفق قرارت مجلس الأمن ومخرجات جنيف. يا سلام. مخرجات إدلب لم تعد كافية. ويريد الإخوة انخراطاً و"جادّاً". إن لم يكن بذل الدولة السورية ست ساعات كاملة في ظل شح الموارد وضيق الوقت على الحوار الوطني جدّية، فنحن لا نعلم ما هي حقيقة.
أما المبعوث الأممي المحترم، السيد غير بيدرسن، وبدل أن يؤدي واجبه ويهنّئ الدولة بـ ١٠٠ مليون دولار حلوان إطلاق صندوق التنمية السوري، تراه يطالب بكل عنجهية واستشراق بالانتقال السياسي وفق ما يتماشى مع القرار ٢٢٥٤، وكأن انتقال تجربة إدلب ٥٠٠ كيلومتر إلى دمشق لا يستحق الثناء.
على أية حال، لا نية لدى الحكومة السورية بإبادة الانتقال السياسي، فهو مكون أساسي من مكونات الدولة ومن واجبنا حمايته وتنفيذه، لكننا لن نرضخ لفرض التوصيات الخارجية الاستشراقية بشأن الوصول، ولن يكون للخطيفة سواء كانت من الأكثرية والأقلية إياها والأقليات الأخرى قولٌ فيه، لأن أولوية الخطيفة في هذه المرحلة هي التقاط أنفاسها.
والسلام عليكم ورحمة الله