دراسات الحدود: يمكن للأب افتعال المشاكل كل يوم في الأسبوع وليس الجمعة فقط
آدم مؤزَّر - محرر قسم الأسرة في الحدود
٠٧ سبتمبر، ٢٠٢٥

كشف مركز الحدود لفيزياء الغم عن آخر دراسة أجراها على عائلتك وعائلات المنطقة والمناطق المجاورة، توصل خلالها إلى أن الأب قادر على افتعال المشاكل كل يوم من أيام الأسبوع وليس يوم الجمعة فقط، والدليل على ذلك أنك تقرأ هذا المقال الآن، إما بعد وصلة من وصلاته، أو أثناءها، أو أثناء ترقب وقوعها في أي لحظة.
مشرف الدراسة الباحث كاتب هذه الدراسة بيّن لنا فيما يلي العاملين الأساسيين خلف الاعتقاد السائد بأن نكد الأب محصور في يوم الجمعة، وسبل التكيّف مع مزاجه:
العامل الأول - يبقى نكد الأب ضمن معدلاته المعتادة في أيام الأسبوع، ويتعلق معظم الأحيان بأسباب اقتصادية، تتجلى مظاهرها في عصبيته المفرطة، والنظرات الحادة التي يرمقكم بها أثناء مراجعة مصاريفكم ومعاملتكم كعصابة تنهب نقوده وكهربائه ومائه وإنترنته ورزّه وسكّره وزيته وسمنته ولبنه وخبزه وسائر مواده الغذائية. في حين يضاف إلى يوم الجمعة الجوانب التالية:
-
الجانب التنظيمي: مثل معرفة إلى أين تذهبون ومن أين تأتون - خارج المنزل وداخله- توبيخكم لتأخركم في النوم، والتحقيق في سبب وجود صحن في غرفة الجلوس كأنكم تعيشون في فندق أو كرخانة.
-
الجانب الحقوقي: متابعة الأخبار طوال اليوم لأنه اليوم الوحيد الذي يرتاح فيه، وكلكم تعيشون في منزله هو، ومن لا يعجبه فليتفضل ينصرف.
-
الجانب التاريخي: التذكير بأنه حين كان في عمركم كان يمشي حافياً كل يوم ١٨ ساعة ليصل إلى الجامعة، ويعمل مثل ثور الساقية في ثلاث وظائف وينام في الشارع.
-
الجانب الغذائي: حين يشمّر عن ذراعيه ليريكم الطبخ على أصوله، ويقرر تعيينكم جميعاً بوظيفة مساعدي شيف تجرون بين يديه.
-
الجانب الديني: إلى الجامع أمامي أيها الكفرة لعنة الله عليكم.
-
الجانب العاطفي: الحلفان أنه والله تعبت من العمل ومن هذه الحياة، ما من أحد يقدّر تعبي، ولا شغل لكم سوى الأكل والنوم مثل البهائم أيها العلقات.
العامل الثاني - في الأيام العادية، يطير معظم وقت الأب وأفراد عائلته بين الدوام والانتظار في الازدحامات المرورية وجولات إحضار الأغراض وزيارات الأقارب والأصدقاء. وسط هذه الانشغالات، لا يبقى للمسكين سوى ساعة ونصف تقريباً، عليه أن يفاضل فيها بين ممارسة النكد والنوم على الأريكة. بينما تتقلص هذه الانشغالات في يوم العطلة بنسبة تبلغ ٩٠٪، وهو ما يجعله فرصة مثالية لتركيز كامل طاقته الاستيعابية في تعويض ما فاتكم منه طوال الأسبوع.
الدراسة خلصت إلى استحالة التخلّص من نكد الأب إلا بالتخلّص من الأب نفسه، وهو خيار غير متاح دائماً للأسف. وهو ما يفرض ضرورة التكيّف مع مزاجه بالطرق التالية:
-
البحث عن أي مصدر دخل آخر غيره.
-
الإقرار بالعبودية المطلقة: إخباره أنه محق في كل شيء، تملّقه، الإشادة بجمال فانيلته، التغنّي بروعة شبشه، شعر أنفه .. إلخ. يمكن أيضاً طلب رأيه حول موضوع، تدليله، تدليعه، قهوة، شاي، عصير، مساج، حمل مراوح يدوية فوق رأسه، الانخراس أثناء نومه، الدعاء له بطول العمر والله يبقيك تاجاً فوق رؤوسنا لأننا بدونك مجرد أحذية.
-
درء الأسباب: الابتعاد عن التلفزيون، ريموت التلفزيون، ريموت المكيف (إن وجد)، تسيير جولات تفقّد للتأكد من إطفاء اللمبات وإغلاق جميع الحنفيات والأطفال.
-
البحث عن أي مصدر دخل آخر غيره.
-
تشتيت الانتباه: سؤاله عن عمله أو مطالبته أن يعيد ذكرياته المثيرة، وكيف كان في عمركم يمشي حافياً كل يوم ١٨ ساعة ليصل إلى الجامعة، ويعمل مثل ثور الساقية في ثلاث وظائف وينام في الشارع.
-
الاختفاء الاختياري: من خلال التظاهر بالمرض وتمثيل النوم، أو اللجوء إلى الإقامة المؤقتة في الحمّام (قد تمتد إلى ساعة كاملة إن انشغل بالتنكيد على أفراد آخرين، ولكنها غالباً ستنتهي بخبط حاد على الباب وبهدلة لتذكيرك أنك لست الوحيد في المنزل).
تفريغ المشاعر: عبر اقتناء دفتر مذكرات تسجّل فيه قصة صمودك مع أبيك.