تغطية إخبارية، خبر

هل غادر الشعراء؟ الحدود تسأل والشاعر وزير الثقافة السوري يرتجل الإجابة بقصيدة

Loading...
صورة هل غادر الشعراء؟ الحدود تسأل والشاعر وزير الثقافة السوري يرتجل الإجابة بقصيدة

ما هذا؟ هل غادر الشعراء؟ إلى أين؟ ماذا حل بالذين هاجروا؟ هل سيعودون؟ متى؟ سوريا فيها من الأطلال الكثير، أطلال تاريخية وأطلال معاصرة وأطلال حديثة، أصلاً سوريا كلّها أطلال تشعل الإلهام وتلهب الإبداع وتفجّر القريحة الشعرية حين الوقوف عليها …

هذه الملاحظات وغيرها، طرحها مراسلنا الزميل آدم مؤزَّر معترضاً على المستوى الثقافي والشعري لوزير الثقافة الأستاذ محمد ياسين صالح، خلال دردشة عابرة مع لفيف من السادة الإخوة بني أمية، في مركز ثقافي سَيُحوَّل إلى مسجد خلال الأسابيع المقبلة، قبيل إحدى أواخر الأمسيات الثقافية المتوقع تحريمها إلى جانب مجموعة من المحرمات المقبلة.

لفيف الإخوة ذكّر أن السيد الوزير لديه إجازةٌ في اللسانيات من بريطانيا العظمى، وهو بذلك شاعر ابن شاعر، لكن زميلنا بين لهم أن دراسة الطب لا تعني النجاح في إدارة وزارة الصحة، والعكس صحيح، فها هو حازم الشرع محام ولكنه ما شاء الله قائم ممتاز بأعمال مدير هيئة الاستثمار ورويترز ذكرته في تقرير خاص، ووزير الدفاع درسَ الزراعة، ووزير الثقافة ما غيره افتتح قبل أسبوعين مبادرة تنموية لجمع التبرعات في حمص، ووزير الزراعة اجتمع مع عضو كونغرس، ووزير الخارجية يمسك بكل تفاصيل البلد الداخلية، ووزير الداخلية مختص بإصدار التطمينات والاعتذارات، والسيد الرئيس خرّيج تنظيم القاعدة ويقود سوريا الجديدة. وقبل أن يكمل، دخل الوزير، صافح الحضور، فنومهم مغناطيسياً بابتسامته الخلابة ونظراته الساحرة، ثم عرف عن الحديث الذي دار عنه، فارتجل إحدى قنابله البلاغية للإجابة، قصيدة موشّح نثر عمودية، مفخّما لفظ كل الأحرف فيها، ليبهت الذين كفروا، وتهب عاصفة من التصفيق والتصفير طيّرت زميلنا وفلسفاته.

وتالياً نص القصيدة: 

الغاوون

ذهبوا إلى حيث يذهبون 

وشعري يتبعه المليون تلو المليون

تلو المليون 

تلو المليون

والملايين لنا إلى يوم يبعثون

***

إني قد أوتيت جوامع الكلم

أنا الوزير سلطان البيان 

أنا صوت دمشق يعتليها من فوق الجدران (سمعونا زقفة)

لا الأخطل الكبير، لا أبو العلاء المعري، لا البحتري، ولا ممدوح عدوان

لا أحد منهم معي في الميزان 

أنا شاعر إدلب وحمص والشاغور والميدان

أنا القصيدة، أنا العنوان

أنا الديوان

أنا الديوان

والديوان لنا إلى يوم الميزان

***

غادروا، كلهم غادروا

خافوا بحري، خافوا وزني، خافوا شعري

وأنا الباقي، أنا الواقي، أنا الساقي

أسكب خمر النصر كاسات وكاسات 

وأنثره شعراً فوق الساحات

وأنثره شعراً فوق الساحات

والساحات لنا إلى يوم الحسرات

***

لا 

لااااا، لاااااااااااااا

سأمحو ذكرهم من الدفاتر

وأحرق ما كتبوا بحرارة المشاعر

ولن أبقي من الشعر إلا بيتي

لأني ابن الحرية، ابن الأبدية

ابن الحرية، ابن الأبدية

والأبدية لنا إلى يوم الأبدية

شعورك تجاه المقال؟