تغطية إخبارية، تقرير

أمَا واللهِ لأسقيَنَّكَم الإصْلاحاتَ حتى يَخرُجَ منكُم الزَّبَد

قيسٌ بِن المُنصِفِ بِن مُحمَّد سعيّد - رئيسُ جُمهوريَّةٍ وحَجّاجٌ بِن يوسُفَ بإذن الله 

Loading...
صورة أمَا واللهِ لأسقيَنَّكَم الإصْلاحاتَ حتى يَخرُجَ منكُم الزَّبَد

السَّادةُ وَالسَّيِّدات، هيئةُ تَحريرِ الحُدود المحتَرَمونَ،

جلالَةُ أَبِي صطَيْفَ، مَلكِ الحُدودِ المُبَجَّل،

أَصحابُ السَّعادةِ، السَّادةُ القُرَّاءُ، وَالسَّيِّداتُ القَارئاتُ المُوَقَّراتُ،

يا أَبناءَ شَعبِ تُونسَ العظيمِ،

أُخاطبُكُم، أنا قَيسُ بْنُ المُنْصِفِ بنِ مُحمَّدٍ سعيِّدٍ، رئيسكُم الشّرعيُّ المُطلَق، الزعيمُ الأوّلُ في صياغةِ الجُمَلِ البليغةِ والكتابةِ بالخطِّ الكوفيِّ المُنمَّق، لأعلنَ أنَّ زمنَ التسيُّبِ قد ولّى، وأنَّ زمنَ الانضباطِ قَد أقبَل بما يليقُ بتونس القيسيّة.

يا أيها الذين أغرَتْكم وعودُ اتحاد الشُّغل والمعارضة والحقوقيين والصحفيين، اعلموا أنّكم أوضعتُم في الفتنة، واضطجعتُم في الضّلال، وسنَنْتُم سُننَ الغيّ، وأعجبتكُم الإضرابات؛ واللهِ إنّى حَدَرتُ لِثامي أحملُ الإصلاحَ بثِقَلهِ، وعَجَمْتُ عيدانهُ عوداً عوداً، فوجدتُ نفسي أمرّها وأشدّها، واسألوا عنّي البَرلمان المَوقُوف ومَجلِسَ القَضاءِ المعقوف.

فلا تتوهَّمُوا أن الإضْرابَ يَلوي عُنُقي، أو أنَّ العِصيانَ يَثني ساعِدي، فإنني إنْ أرخيتُ قبضَتي فذلكَ لأنَّني أختبرُ فيكُم الطَّاعة، وإن شَددتُها فلأنَّني وجدتُ فيكُم رَخاوةً. فإمّا أن تَشرُبوا رُؤيَتي الإصلاحيَّة وترْغَدُوا في ظِلّي، أو نُسْقيكُموها بين جدرانٍ قاسيةٍ، فتذوبون كما يذوبُ شمعٌ في ظهيرةِ الصَّيف، وتسيلونَ كما يسيلُ الأحمَرُ عن حدِّ السَّيف. 

إنني أملكُ من البَصيرةِ ما يُريني الفَوضى بينَ الشُّقوق، ومن العَزمِ ما يَجعلُني أسلبُها الحيلةَ والحُقوق. لهذا، سأمنحُكُم من الإصلاحاتِ جُرعاتٍ مُركَّزةٍ حتَّى تُخرِجَ منكُم زبَدَ المطالبِ الزَّائدة، وتجلو عن عُقولِكُم شياطينَ الثَّوراتِ البائِدة؛ فمن شاءَ فليُؤمن، ومن شاءَ فليكفُر، وسيَرى، فإني واللهِ لا أبدأُ عملاً إلّا أنهَيتهُ، ولا أقطعُ عَهداً إلّا وفَيْتهُ.

وفَّقَنِي اللهُ، وَوَفَّقَنَا، وَوَفَّقَ تُونِسَ، فِي ظِلِّ قِيَادَتِي

قيسُ بْنُ المُنْصِفِ بنِ مُحمَّدٍ سعيِّدٍ، رئيسُ الجُمهوريّةِ التُّونسيَّة، وأخصّائي القَانون الدُّستُوري ذُو المُداخلاتِ المُمَيَّزة للنَّظرِ في الإشكاليَّاتِ القانونيَّةِ المُتعلِّقة بالدُستورِ بعدَ الثَّورةِ.

شعورك تجاه المقال؟