وثائق بريطانية: تصاميم الأعلام العربية لم تكن النهائية
- - -
٠٥ أغسطس، ٢٠٢٥

كشفت وثائق بريطانية عظمى نُشرت مؤخراً أن تصاميم الأعلام "العربيّة" لم تكن في شكلها النهائي عندما تم توزيعها على دول الأمّة العربيّة الخالدة ذات الرسالة الواحدة أو العكس.
وبحسب الوثائق، كان المصمم الغرافيكي في وزارة المستعمرات البريطانية، مستر ياسر بيومي، قد سلّم تصميمات "دون المستوى" بسبب انشغاله بمشاريع أخرى كلّفه بها معالي وزير المستعمرات تشرشل، شملت رسم حدود البلدان التي سترفع هذه الأعلام الخفّاقة، والهوية البصرية لعصبة الأمم.
وتشير الوثائق إلى أن بيومي كان مصاباً بعمى الألوان، مما جعل التصاميم تتشابه على العرب والأجانب على حد سواء. لكن معالي الوزير كان منشغلاً بمستعمرات أخرى فلم ينتبه، ولم تعرف الشعوب العربيّة حقيقة هذه الألوان حتى السبعينات مع وصول التلفاز الملوّن إلى المنطقة.
ومن أبرز الأمثلة على هذا التشابه، استخدام المصمم نفس الخطوط الأفقيّة الثلاثة لتكون أعلام أربعة دول عربيّة، وهو ما استهجنه تشرشل خشية أن يصبح لهذه الأمة العربية الخالدة راية واحدة، لكن بيومي أوضح أن العمل قيد التطوير وما قدمه مجرّد فكرة عامّة.
وفي الشكل الذي تم تسليمه، وضعت صورة طائر بومة على التصميم ليصبح علماً لمصر، ووضع مثلثاً أخضر إلى اليسار للسودان، وتم إبقاء التصميم بدون إضافات ليصبح علم اليمن، إذ لم يكن هناك موازنة مخصّصة له وقتها أو اليوم.
وعندما سأل تشرشل عن العلم الرابع المخصص للعراق، استهجن بيّومي إلحاح الوزير على تسليم كل المجموعة مرّة واحدة فصاح "الله أكبر!"، وهو التعبير الذي لاقى استحسان معاليه فتم اعتماده على العلم.
أمًا الصومال، ونظراً لضيق الوقت المتاح أمام المصمم، واعتقاده أن أحداً لن يلاحظ أو يكترث، فقد استخدم تصميم علم عصبة الأمم المتحدة. وبعد سنوات، اعتمدت الأمم المتحدة نفس الألوان في تصميم علمها كي لا تهاجمها العصابات الصوماليّة.
وإيماناً بشعار معالي وزير المستعمرات الذي قال "شعب واحد مش شعبين"، صمم بيّومي علمَي الأردن وفلسطين ليتشابها، الأمر الذي أوقع الأردن بسوء فهم أدى لضمّه أراضي الضفة الغربية لاحقاً، ومن ثم وقع ياسر عرفات في نفس الخطأ وحاول احتلال الأردن.
بخصوص العلم السعودي، فقد أوعز تشرتشل بكتابة سورة البقرة عليه نظراً لطبيعة البلد الإسلاميّة، ووجود مكّة فيه، مع إضافة سيوف لحراسة النفط. لكن بيّومي الذي عرف عنه الكسل اكتفى بكتابة "لا إله إلّا الله" ووضع سيفاً واحداً، ولم يكن هناك من وقت لتصحيح الخطأ عند استقلال البلاد.
في حينها، لم يكن من المعروف أن تركيا ستصبح يوماً من دول الناتو، الأمر الذي تسبب بنسخ علمها تقريباً من الشيوعيين، والذي سرق لاحقاً من تركيا لتونس، لكن بيّومي استعار التصميم مجدّداً وباستخدام برنامج فوتوشوب أزال الهلال من الوسط وأبقى على النجمة؛ وعندما رأى مدير مديريّة مستعمرات شمال أفريقيا الفرنسي هذا العلم طلب من تشرتشل استعارته لمدّة يومين ليريه لمديره، لكنّه سرق التصميم واستخدمه للمغرب.