قصة معاناة: تصرف فردي يصاب باحتراق وظيفي
مايكل أبو العاص - مراسل فردي لا يعكس وجهة نظر الحدود التي طلبت منه عدم إجراء هذه المقابلة
٠٤ أغسطس، ٢٠٢٥

"في أول شهرين كنت متحمساً لممارسة بعض الانتهاكات اللا منهجية مع الشباب؛ أمّا الآن، أشعر بحاجة للاستلقاء والبحلقة في السقف، لا غير". يقول التصرّف الفردي، الشاب كُ.أُ، وهو يمسك رأسه ويضمّه إلى ركبتيه، متعباً… مهموماً… يقتله روتين الانتهاكات التي ينخرط فيها دون علم الدولة والأمن والجيش والرئاسة والحكومة وموسى العمر منذ ستة أشهر دون توقّف.
يروي كُ.أُ بحرقة وألم كيف باتَ يشعر أنه آلة لا تحظى بالتقدير "لا أحد يسألني: كيف حالك؟ متى آخر مرة ارتحت بعد وصلة عواء أقلية ما لعنة الله عليها أو جلسة تعذيب نفسي حتى الموت يمارسها ابن الأكثرية؟ كل ما يفعلونه هو عدم ملاحظتي وأنا أصعد في ظهر البيك-أب منتقلاً من قرية درزيّة زنديقة إلى بلدة علويّة كافرة، متوقعين أن أكون دائماً وعلى مدار الساعة نفس التصرّف الفردي الذي انخرطَ متحمّساً أيّام تمشيط الساحل طيبة الذكر، أنا بني آدم من لحم ودم يا ناس، ".
لم يأتِ كُ.أُ على سيرة العقل عندما ذكّرنا بماهيّته كإنسان، إلا أنّنا لمسنا فطنته عندما أشار إلى ألمه الفكري "بدأتُ أخلط بين الطوائف، ضربت زميلاً فردياً أشعرياً اعتقدتُ لوهلة أنه أسيرٌ نصيري، كما سبيتُ عن طريق الخطأ فتاة سنية شريفة مع أنه كان من الواضح أنها لا تعمل كخادمة، وأخشى ما أخشاه أن أبدأ بتفويت مواعيد الصلاة".
حاولت الحدود التواصل مع تنظيم التصرفات الفردية للحصول على تعليق بحسب الأصول قبل نشر المادة والتربّص للدولة الوليدة، لكنّ تصرفاً فردياً رفض كشف اسمه أكّد أن الجمعية حلّت نفسها يوم الخميس "لكنّه قرارٌ فردي ولا يعبّر عن توجّه التنظيم، كما احتراق كُ.أُ تصرفٌ فرديٌ أيضاً، ولم نبلّغ عن أي حالات حرق لأحياء لا من الأقليات المُنتَهَكة ولا العناصر غير المنضبطة، كما لم يصلنا أي طلب إجازة احتراق فردي".