هل يجوز الحزن على رحيل زياد؟ أنت تسأل والناقد الفني ذو القرنين زنّور البصر يجيب
مايكل أبو العاص - زنديق الحدود للشؤون الثور-فنيّة
٢٩ يوليو، ٢٠٢٥

أثار رحيل الفنان اللبناني زياد الرحباني انقساماً حاداً في الشارع السوري بين من حزنوا على غياب فنان عظيم ومن لا يرون فيه إلا موقفاً سياسياً معيباً، ومن اعتبروه ملحداً زنديقاً كافراً مجوسياً شأنه شأن الدروز والنصيرية والروافض وعبّاد الصليب. الحدود استفسرت من قيادات الثورة السورية حول الموقف الأنسب اتخاذه في هكذا موقف وجاءتكم بالإجابة.
وجهنا السؤال بداية لوزير الثقافة معالي السيد محمد ياسين صالح، الذي فضّل عدم التسرّع بالحصول على إجابته قبل أن يصوغها على شكل قصيدة بودكاستية، ولضيق الوقت انتقلنا لسؤال المكتب الإعلامي للحكومة الذي أحالنا إلى سائق سيارة الدعوة البيضاء، والذي بدوره ربطني بالسماعات الخارجية وجال بي شوارع دمشق دون أن يعطيني إجابة واضحة.
بمجرد انتهاء الجولة تواصلت مع السيد نقيب الفنانين الذي أكد لي أنه إذا رآني فسيشقّني نصفين بسبب مادة الحدود التي نشرت عنه، فتواصلت مع الجهات العليا، لكن السيد أبو عمشة القيادة كان في جهاز الرنين المغناطيسي كعادته ونفى أي علاقة له بالحادثة، أما أبو حسن ٦٠٠ وأبو أحمد حدود فكانا في زيارته لتقديم باقة الورد. كدت أن أيأس وأتوقف عن السؤال لولا مصادفتي سيادة عقيد الفنانين المهاجرين والأنصار ذو القرنين زنّور البصر عبد الحميد الذي تكرّم بتقديم إجابة منطقية وصادقة.
أكّد سيادة العقيد أن الثورة هي فن الجهاد لا فنّ التمايل والتقهقه "وثورتنا لم تكن يوماً بحاجة إلى موسيقى ومسرح وإلا لانتهت بسقوط النظام سلمياً على يد مثقفين علمانيين كفرة. أنا لا أعرف زياد أصلاً ولم أسمع عنه لا في أوزباكستان ولا في إدلب، ولكنّني كنت لأقطع رأسه على أي حال من باب الاحتياط".
وأوضح ذو القرنين أنه سينصح الجهات المعنية بتحويل أرشيف المتوفّى إلى هيئة الأمر بالمعروف في درعا الغربية لمراجعته وتحويل ما أمكن إلى أناشيد؛ مشيراً في الوقت ذاته أن الحزن في الإسلام ثلاثة أيام فقط، فمن شاء فليحزن ومن شاء فليفرح، إلا أن الله لا يحب الفرحين بشكل عام، بحسب سيادته.