الحدود دراما: كيف يمكن لكتّاب الموسم الثاني من مسلسل لجنة تقصي الحقائق أن ينهضوا بالعمل؟
رشدي عبير المرج - خبير الحدود بالدراما البديلة
٢٧ يوليو، ٢٠٢٥

بعد نجاح متوسط حققه الموسم الأول من العمل الدرامي "لجنة تقصي الحقائق" وتوقعات بأن يمتد لمواسم أخرى، كيف يمكن لهذه التجربة الدرامية الرائدة أن تصحح بعض عثراتها وترتقي كأنها إحدى روائع محمد قبنّض لتعيد الدراما السورية إلى مستوى التنافسية الذي طالما ميّزها؟
حبكة أقوى
جاءت الحبكة في الموسم الأول مبعثرة، وكأنها كتبت على عجل في مكتب لإدارة الأزمات، مبررة كل ما جرى من أحداث مصنّفة (R) بأنها مجرد دوافع ثأرية. وعلى الرغم من جرعات الأكشن القوية التي اتكأ العمل عليها -وكان ليستفيد منها- فإنها لم تنجح بتفسير المشاهد التي جمعت نجوماً سوريين وعرب وأجانب بكل هذا الاندفاع للقتل.
شخصيات رئيسية أوضح
استعان "اللجنة" كما يدعوه المشاهدون بموسمه الأول بقرابة ٢٠٠ ألف كومبارس، دون أن يسجل أي منهم حضوراً مؤثراً أو أداء يذكره الجمهور، رغم أن طاقم العمل يحوي شخصيات لا تفتقر إلى الإمكانيات، ابتداء بأبو الميش وأبو عمشة القيادة، وصولا إلى الوزير أبو قصرة والقائد نفسه.
فشل العمل في موسمه الأول بإعطاء المساحة لأي من هذه الشخصيات، وربما عليه في الموسم الثاني أن يدفع بأحدها إلى دور رئيسي، ليستطيع الجمهور أن يتفاعل مع شخصيات اللجنة، التي لم تنجح للأسف بالظهور بمستوى يفوق بائع خضارٍ عشوائي تنقلب عربته في شجار داخل حارة فرعية بإحدى مسلسلات البيئة الشامية.
سبويلرات أقل
منذ ظهور تريلر العمل، أفشى "اللجنة" بأهم أسراره وأعلن أن "الفلول" سيلعبون أدوار المتهمين ومعرقلي التحقيق ومروّعي الأهالي، مقابل الدولة التي ستلعب الدور النقيض، ليفسد بذلك أي تشويقٍ ويكشف ما سيجري في النهاية وقبل الحلقة الأولى حتى.
ومع ما يشاع عن لعب الهجري لدور الفلول نفسه، على الكتّاب أن يراجعوا خياراتهم بأسرع وقت، وإلا سيجدون المتابعين متسمرين أمام شاشات أخرى، بيأسٍ قد يدفعهم إلى اتخاذ خطوات متهورة بحثاً عن التشويق، كإعادة مشاهدة النسخ السابقة من الانتخابات الرئاسية أو متابعة الدوري الفرنسي حتى.