تغطية إخبارية، رأي

ليس دفاعاً عن السيد الرئيس الجولاني

Loading...
صورة ليس دفاعاً عن السيد الرئيس الجولاني

فهمي الخفيف

لست من أولئك الذين ينبرون. 

لا أنبري للدفاع عن الملوك والرؤساء والسلاطين والشيوخ والأمراء أو السيد الرئيس أحمد الجولاني (حارم فعفوص مكتم)*. ولست من أولئك الذين ينبرون للهجوم على السيد الرئيس أحمد الجولاني (حارم فعفوص مكتم). ويعرفني القارئ والطوب والقلم، فلطالما انبريت لكتابة المقال الصادق، وقد مضت سنون طويلة منذ أجّرت قلمي مقابل مبلغ معتدل مقبول.** 

لكنني أجد البعض ممن تسللوا بين ظهرانينا، وقد استسهلوا التفلّت والهجوم على فخامة السيد الرئيس أحمد الجولاني والتعرصة له على المنابر والمواقع المشبوهة. وهؤلاء نعرفهم جيّداً، نشطاء الفيسبوك الشواذ أكلة الكنتاكي، أو الأقليات العرصات الذين لو كان فيهم خير لصاروا أكثريات. 

كما تصاعد صياح وصراخ وعويل ولطم وما إلى ذلك من أصوات ناشزة، انبثقت من الساحل السوري ومن ثم كنيسة دويلعة والآن من السويداء، في محاولة لتصوير ما يحدث هناك ونشر هذه الصور. 

ولئن تجاوزت هذه الأصوات كل الخطوط الحمراء وتعرّضت لشخص السيد الرئيس، فارس العرب وسيف السنّة وهندام الشام، أحمد الجولاني، دون مسوغات ولا مكابح ولا رقابة ذاتية، وجدتني أنبري أكتب هذا المقال لأضعه بين أيديكم وفي عقولكم.

اسمح لي عزيزي القارئ، وعزيزتي كريمته، أن أستعرض نقاطاً ثلاث، ليس دفاعاً عن الجولاني بل لتوضيح حقيقة الأحداث وتسليط الضوء في عيني المتابع العربي فيما هو يتمحص الأمور.

أوّلاً، وسأبدأ في الموضوع الدرزي تحديداً كون الدم لا يزال يسيل في الشوارع والأزقة وبيوت المضافات، ألم يقل الله تعالى في محكم تنزيله "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"؟ طبعاً لم يتم تنقيط القرآن إلّا بعد ٧٠ عاماً من نزوله، أي أن الفكرة لربما كانت "واطبعوا الله واطبعوا الرسول وأولي الأمر منكم" في إشارة إلى طباعة كلمتي "الله" و"الرسول (صلعم)" وصور الرؤساء والملوك على العملات. المهم هو أن النص في تنقيطه الحالي واضحٌ عار لا لبس عليه، وهو أمر من الله عز وجل بطاعة ولي الأمر، الذي هو -في حالة سوريا  بحسب خرائط سايكس وبيكو- السيد الرئيس الجولاني.

لماذا، إذاً، نرى أشقاءنا الدروز وقد أطاعوا مشايخ ورجالاً من أمثال الحجري والخشبي؟ ولماذا يُطيل هؤلاء المشايخ الخوارج والمشركين شواربهم -والعياذ بالله- على سيادة الرئيس الجولاني؟ لا بل اسمحوا لي أن أكمل، لماذا لا يسلّم هؤلاء المشركون أسلحتهم لمقاتلي جبهة النصرة وشبابنا الجهادي، خاصّة بعدما رأوا ما حصل في الساحل وما سوف يرونه في القادم من الأيام على امتداد التراب الوطني السوري؟

ثانياّ، لنتأمل سويّاً ما حدث في كنيسة (أستغفر الله) مار إلياس (أستغفر الله) في منطقة دويلعة*** (والعياذ بالله). لماذا تتجمّع الأقليات في الأماكن المعرّضة لأي حادث فردي في أي لحظة؟ يقول البعض إنّ تجمع أولئك النصارى في الموقع كان أساساً بهدف رفع عدد القتلى إلى جانب الشهيد الذي فجّر المكان. والفكرة هنا أنّه عندما يستشهد أحد الجهاديّين لا أحد يسأل، لكن عندما يتجمع أهل الكتاب في المكان ويتبعثرون بسبب إنفجار بسيط، فإن هذا يحظى بتغطية واسعة من قبل الإعلام الصليبي في الكوكب.

ولأزيدنكم من الشعر بيتاً رغم معارضة البعض، لماذا يصرّ المسيحيون على استفزاز مشاعر المسلمين - فرع السنّة المذهب الحنبلي من فصيلة الابن تيميات- عبر ممارسة شعائرهم بشكل جماعي؟ ألم يقل صلعم إن بليتم فاستتروا؟ ولماذا يصرّون على عدم تطهير أبناءهم الذكور وختان بناتهم؟ والأهم: لماذا لم يديروا  خدّهم الآخر عندما صفعهم الإنفجار، بل على العكس، أداروا وجههم صوب الأجانب وصرخوا واشتكوا وصاحوا في محاولة بائسة لإحراج السيد الرئيس الجولاني (حارم فعفوص مكتم).

ثالثاً، لا بد أن نتحدّث عن "العلويين" الذي "تعرضوا" لما نسميه بالعاميّة "فركة أذن" **** في الساحل. إن ما حدث في الساحل تم تهويله وتكبيره وتمغيطه، لجعله يبدو كأعمال انتقاميّة من أهالي وعائلات العلويين المسالمين القاطنين على الشاطئ في حالة تشميس. لكن التشميس الوحيد الذي حصل هو أن بشار الأسد وضعهم في الواجهة وفرك طريقه إلى موسكو. 

إن ما حدث، ببساطة، معروف ومعلوم ومذكور في تقرير التحقيق الذي سلّمته اللجنة إلى أمير المؤمنين (حارم فعفوص)، وعلى من يرغب بمعرفة المزيد أن يبادر ليسأل أيّاً من الكوادر التي قامت على عمليّة الساحل واللجنة التي انبثقت عن هذه الكوادر للتحقيق في الأمر. لكن -ويا سبحان الله- صارت الناس الآن تريد معرفة الحقيقة وتهتمّ بحق الحصول على المعلومة، أمّا أيام ملعون الروح حافظ تفو الأسد وبشّار، كانت البراميل تهطل على الناس دون تحقيقات ولا  تقارير من الساحل.

أنا للأمانة لم أطّلع على التقرير، لكن بحسب ما سمعته من أبو حذيفة، لم يتعدَّ الموضوع سوى مجموعة متزامنة من الأعمال الفرديّة التي حصلت على امتداد الساحل (الذي بات خالياً من البكيني والحمد لله). القصة كما يلي: كان فلول النظام البائد المخلوع الساقط قد عادوا إلى منازلهم في الساحل، بعدما انتهى الدوام بإشارة من بشار الأسد عندما وصل إلى موسكو هرباً من جحافل الحق. وعندما ذهب أبو حذيفة وأبو بكر وأبو قتادة للبحث عن الفلول كما أمرهم السيد الرئيس حارم فعفوص، اختبأ الفلول بين عائلاتهم ومع أصدقائهم وأخواتهم. ولأن الله تعالى يحبُّ إن عمل أبو قتادة عملاً أن يتقنه، حرص شبابنا المجاهد على تطهير المكان بحيث لا يتبقى أي فل من هؤلاء الفلول. وقد نهى أمير المؤمنين الجولاني إياهم عن اقتلاع أي شجرة وكسر أي لتر عرق، لكن أوامره لم تشمل البشر، فكان ما كان من أحداث محدودة جدّاً لا تكاد تذكر سوى في إعلام الأجانب.

أخيراً، أسألكم بالله أن تجيبوني عن هذه الأسئلة، لماذا صار المواطن الدرزي أو المسيحي أو العلوي -والعياذ بالله من المحترم فيهم- لماذا صاروا الآن وعلى غفلة مهتمين بالتحقيقات والحقيقة؟ أين إيمانكم بحصرية امتلاك السلاح بيد الدولة ورفض الأعمال التي تقوم بها العصابات المسلحة؟ أين وحدة الصف والالتفاف حول القيادة؟ كيف تغيّرت -على غفلة- نظرة المواطن للأمور وصار يريد أشياء غريبة لا تمت بصلة لثقافتنا وتربيتنا؟ وأين سيتوقف هذا الأمر؟ اليوم نبدأ بأسئلة عن الـ "مجازر"، وغداً نجد أنفسنا عالقين بقانون الانتخابات وكل عرص يريد أن يدلي بسطله، أو ينتهي بنا الأمر -لا سمح الله- إلى مساءلة السيد الرئيس أو وزراءه.

اتقوا الله بالوطن، لعنة الله عليكم واحداً واحداً أقليةً أقلية.

شعورك تجاه المقال؟