تغطية إخبارية، تقرير

هل ستصبح سوريا بعد ١٠ سنوات أي شيء؟ بشكل عام؟

مايكل أبو العاص - محرّر صفحة المستقبل الما

Loading...
صورة هل ستصبح سوريا بعد ١٠ سنوات أي شيء؟ بشكل عام؟

منذ لحظة هروب النظام الهارب وصعود النظام الصاعد إلى السلطة، تحمّس السوريون لرؤية بلدهم يتحول إلى سنغافورة، قبل أن تنخفض التوقعات لتصبح مصر، ثم الأردن، ثم العراق، ثم جنوب السودان؛ ثم سوريا قبل ٢٠١١، فلماذا سوريا هكذا؟ وهل ستصبح يوماً ما دولة مؤسسات؟ طيب مؤسسة واحدة؟ فرع لمؤسسة؟ قسم خضار في أحد فروع مؤسسة؟ شرحة بندورة مرتبّة في قسم خضار في أحد فروع مؤسسة؟ لمَ لا نحلم؟  

يسأل مراقبون: هل المشكلة بالرئيس المُحرِّر المُقرِّر مُنقِذ المخطوفين سليل الأمويين صدّام حسين الجديد كلياً، الرئيس أبو محمد أحمد الشرع الجولاني؟ أم أنه كوّيس ولكن من حوله عرصات؟ لكن ألم تكن سوريا هكذا قبله أيضاً؟ أم كان الأسد محترماً أيضاً ولكن من حوله كوكبة عرصات آخرين؟ ولماذا يجتذب القائد العرصات دوماً ليدوروا في فُلكه؟

كل هذه الأسئلة سنجيب عنها في هذا المقال التحليلي النقدي، ولكن قبل ذلك دعونا نسأل أنفسنا: ألم تكن سوريا على هذا الشكل أيضاً أيام الأسد الأب الذي تخلّص ابنه من عرصاته تدريجياً؟ وماذا عن مرحلة الانقلابات اليومية منذ الاستقلال وحتى البعث؟ طيب ماذا عن أيام الاستعمار الفرنسي؟ ألم يكشف أب عصام عن رؤوس الحريم في عز دين الثورة؟

الإجابة عن هذه الأسئلة ستقودنا لمعرفة مستقبل سوريا خلال العشر سنوات المقبلة، من خلال إيجاد جذور المشكلة السورية بالعودة إلى فترة الحكم العثماني، حيث نجد أنفسنا نسأل: ألم تكن ولاية الشام بهذا السوء أيضاً رغم وجود نصّار ابن عريبي ورفاقه؟ هل الوالي دفع به كواجهة لتنفيذ أجندته، أم أنَّه كان جيداً ولكن من حوله عرصات يخدمون المشروع المملوكي والسلجوقي وأطماع الصليبيين؟

وهذا تحديداً ما يوصلنا إلى جذر جذر المشكلة الحقيقي إبّان الحكم العباسي، حيث كانت سوريا مسرحاً لهذا الخراء نفسه الذي نشهده اليوم، فالمشكلة كانت بالعباسيين، لكن هناك بعض الروايات التاريخية تقول إنَّهم كانوا جيدين، لكن من حولهم كانوا عرصات يعملون لصالح بني أمية؟ لكن أليس بنو أمية أصلهم ذهب؟ أم أنهم من اخترع توريث المناصب والخلافة وقضوا على نظام الشورى؟

في الحقيقة، كان يمكن للإجابة عن هذه الأسئلة أن تساعد في توقع مستقبل سوريا بعد ١٠ سنوات، ولكن المشكلة الحقيقية التي سنفككها في هذا المقال النقدي التحليلي هي فرضية الطرح نفسه، فالسؤال ليس "كيف وصلنا؟" بل "لماذا وصلنا؟". لماذا نحن هكذا؟ أليس من الممكن أن يكون الخلل فينا كشعب؟ أم أننا كويسون ولكن من حولنا هم العرصات المتربّصون بموقعنا وأصالتنا وتنوعنا وتماسكنا؟ لكن من العرص الذي كان حولنا قبل ألف عام وماذا يريد؟

وللإجابة عن هذه الأسئلة، لن تفيد العودة لا إلى العصر الأموي، ولا إلى العصور البيزنطية والبابلية والآشورية والبرونزية والحجرية والطباشيرية فحسب، بل يجب العثور على أول عرصٍ سليل النياندرتال سكَن المنطقة وحاكَ كل ذلك انتقاماً من بني الهوموسابين وتسبب بما نحن عليه اليوم، ومعرفة لصالح من كان يعمل وكشف المخططات السرية التي بحوزته، وبناء عليها يمكن التدرج عكسياً وصولاً إلى المستقبل، وحينها سيحل المشكلة ألف حلّال إذا كان العالم بانتظارنا. 

شعورك تجاه المقال؟