قصة معاناة: ثلاثينية تبحث منذ سنتين عن الطول المناسب لجواربها
٠٩ يوليو، ٢٠٢٥

في زاوية مهجورة من أحد النوادي الرياضية، جلست الشابة الثلاثينية "س.ع." تستجمع شتات كرامتها التي تبعثرت على أطوال الجوارب المختلفة، محاولة فهم سؤال مصيري شغلها لعامين في البحوث الميدانية والتجارب القاسية: ما هو الطول الصحيح للجوارب الذي يحقق لها القبول الاجتماعي دون السقوط في فخ السخرية أو جريمة الأناقة أمام الجيل زد؟
مراسلة الحدود لشؤون تقصي أخبار جيل الميلينيلز المنكوب، الزميلة كاميلياء عش الدبابير، التقت بالشابّة "س.ع." التي فتحت لها قلبها الجريح وتحدّثت إليها بصوت يشوبه القلق "سبعة سنتيمترات في الصيف… خطان باللون الأسود… ثمانية في الشتاء…"، قاطعتها كاميلياء طالبة منها الغبّ من طاسة الرّعبة وأخذ نفس عميق، مطمئنة إياها أنها معها وأن لا شيء سيء سيحدث أكثر من ذلك.
تضيف "س.ع." بعد أن هدأت وهي تنظر إلى الأرضية المطاطية بحزن "ما كنت لأجد نفسي هنا لولا ملاحظة الطبيب أن ظهري بدأ يأخذ شكل كرسي. ظننت أن ارتدائي ليجينغ رياضي أزرق فاقع اللون سيثبت فهمي للموضة، لكنني كنت ساذجة... لم أفكر في الجوارب إطلاقاً".
تكشف المراسلة أن الضحية لم تكن تعلم أن الجيل زد يتعرف على الآخرين من جواربهم، فبادرت بحرق كامل مخزونها، وأقسمت الولاء للجوارب الطويلة. لكن سرعان ما اكتشفت حقيقة أخرى مريعة: الجوارب الطويلة ليست واحدة، فهنالك طويل مناسب وطويل فاضح، طويل غامق وطويل فاتح… أما طويل ومزخرف للجيم؟ فهذه كارثة.
تقول الشابة إنها كمن دخل امتحان هندسة جوارب دون التحضير له "استسهلت! ظننتُ أنني باستثمار ربع راتبي في شراء جوارب متنوعة الأطوال والألوان والمواد الخام سأنجح، لكنني أعترف بالتقصير في متابعة مؤثرين على إنستغرام يشرحون فلسفة تنسيق الجوارب مع الليغينغ والحذاء وسماكة الأرضية ومزاج يوم التمرين، أنا آسفة فعلاً هئ هئ هئ".
الزميلة كاميلياء استطلعت آراء مجموعة من الشباب والشابات في النادي، وأجمعوا على أنهم لم يلاحظوا أصلاً جوارب "س.ع."، لكنهم أبدوا إعجابهم بتفانيها في دراسات الجوارب. يقول أحد المشتركين "لم أركّز معها فأنا مشغول بتمارين تفادي السكتة القلبية، لكن من الجميل وجود أناس من جيل الطيبين يحاولون بصدق".
مجهود الزميلة كاميلياء كان كفيلاً بإزاحة ولو قليل من الهم عن الشابة، التي شكرت زميلاتها وزملائها في النادي على التشجيع، ووعدتهم أنها لن تيأس "سأطلب من تشات جي بي تي عمل جدول إكسل يحسب الطول المثالي للجوارب وفق العوامل البيئية والنفسية، فهدفي أن أترك لأبناء جيلي أثراً يجنبهم العذاب الذي مررت به، وأنا متأكدة أننا يوماً ما سنعيش في مجتمع يقبل كل أطوال الجوارب".