الحدود بزنس ريفيو: الفشل ليس بداية النجاح وإنما الفشل الذي يليه
فتحي العترماني - خبير في إدارة مخاطر التوقعات المرتفعة
٠٩ يوليو، ٢٠٢٥

خلصت دراسة جديدة صادرة عن معهد الحدود العالي (٣ أمتار تقريباً) لدراسات سلوك الاقتصاد المهزوم، إلى وجود بعض الأخطاء العلمية والمنهجية في منشورات لينكد إن وحلقات البودكاست التي دأبت على مشاهدتها مؤخراً؛ إذ إنَّ الفشل لا يمثل إطلاقاً بداية طريق النجاح كما يُروّج في أوساط العلم الشعبوي، بل هو غالباً مجرد مقدمة راقية لفشل آخر أكثر نضجاً وواقعية، يليه فشل ثالث مزوّد بخبرة إضافية في صياغة التبريرات، وصولاً إلى الفشل الأخير الذي يقرّر فيه المرء التوقف عن المحاولة بدافع الكرامة أو الحفاظ على ما تبقى من رصيد اجتماعي.
وأوضح مؤلف الدراسة الدكتور سائد بخيت، الخبير في اقتصاديات الاستسلام، أن هذه الحقيقة لا تعني بالضرورة أن الفشل أمر سلبي، بل على العكس تُساعد في تقسيم الفشل الكلي إلى فُشيلاتٍ صغيرة ومتقطّعة يسهل هضمها بما يساعد على بناء مناعة ضد الأزمات الوجودية، كما أن تراكم الفشل يتيح للفرد اكتساب مهارات حياتية لا تقل أهمية عن النجاح، مثل تقبّل الهزيمة بأدب، وشرح ظروف الواقع المعقدة، وإقناع المحيطين بأن كل شيء درسٌ مدفوع الثمن.
ولم تَنفِ الدراسة نجاح بعض الأشخاص فعلاً بعد عدة تجارب فاشلة، لكنها نوَّهت إلى أنَّ هؤلاء يشكّلون عينة شاذة إحصائياً لا تصل حد التمثيل الكافي لبناء النماذج على قصصها، وتنتمي في الأوساط الأكاديمية إلى خانة "العينات الشكلية"، مثل الناس الذين يربحون اليانصيب، أو الذين يتوقفون عن الأكل في البوفيه عند إحساسهم بالشبع.