دليل الحدود لتمييز التناقضات الثانوية والرئيسية في الحرب الإيرانية-الإسرائيلية
رشدي عبير المرج - وحدة الإرشاد السياسي
١٧ يونيو، ٢٠٢٥

تنبري الأقلام الجريئة لتوضح لقرائنا الأعزاء أين وكيف ومع من يصطفون خلال حروب المنطقة التي عجزت الحدود آخر مرة عن إحصائها. ومع إشراقة حرب جديدة بين إسرائيل وإيرانية هذه المرة، تندفع ألمع أدمغتنا إلى حشد الصفوف وشحذ الهمم، نافضةً عنها غبار دراسة الجدوى أو حساب العواقب. وإيماناً بأن أدمغة كتّابها لا تقل تجاعيداً وضخامةً عن تلك التي توجه الطبول، أعدت الحدود دليلاً موجزاً يعين قرائها على فهم ما يجري، وتحديد التناقضات الرئيسية والثانوية في هذا الصراع.
ما هي التناقضات الرئيسية؟
تُعرَف التناقضات الرئيسية بتلك التي ترغب بإبرازها عند خصمك للتأكيد على ضرورة محاربته والوقوف ضده، أياً كانت نتائج هذا الاصطفاف. قد تكون نواياه التوسعية أو تطرفه الديني ودوره السلبي في المنطقة، إضافة لمجموعة انتهاكاته لحقوق الإنسان التي راكمها بصبر على مدى العقود الماضية حتى صارت تحتاج مجلدات لتدوينها. عندما يبدي خصمك هذه السمات، عليك بالتنبه فوراً واتخاذ الموقف الأخلاقي في هذه اللحظة: إنكار وجودها عند الطرف الذي ستدعمه والاندفاع لتقديمها كصفات حصرية تخص أحد الخصمين وأحدهما فقط لا غير.
وما هي التناقضات الثانوية؟
هي تلك التي تستطيع تجاهلها أو كنسها تحت السجادة أو إخفائها في الخزانة كي لا تضر تماماً بصورة أحد طرفي هذه الحرب. قد تكون نواياه التوسعية أو تطرفه الديني ودوره السلبي في المنطقة، إضافة لمجموعة انتهاكاته لحقوق الإنسان التي راكمها بصبر على مدى العقود الماضية حتى صارت تحتاج مجلدات لتدوينها. عندما تجد حليفاً بهذه السمات، عليك بالتنبه فوراً واتخاذ الموقف الأخلاقي في هذه اللحظة: التقليل من أهميتها عند حليف اللحظة أو الاعتراف بها على مضض، بكلمات مثل "على الرغم من أخطائه إلا أنه على الأقل...إلخ"، أو اتباع الحيلة المضمونة وتذكير من يخالفونك الرأي بأنهم لا يرون الصورة الكاملة ويتوجب إخضاعهم لدورة نقد ذاتي مكثفة.
لكنّي لا زلت محتاراً يا رشدي :(
دع القلق بعيداً ولا تبتئس. في داخلك تكمن كل الأجوبة، وإن حصل ولم تعثر عليها، فما عليك سوى أن تسأل نفسك: هل تميل إلى العمق وكبرت على شعر تميم البرغوثي؟ أم تعلّمت أسس الكوميديا الهادفة من نديم قطيش؟ أي مجموعة من مدنيي المنطقة يمكنك تسجيلها ضمن خانة النفقات؟ وأي مجموعة من المعاتيه المدججين بالسلاح حتى التخمة تعتقد أن مهاراتك بالتفاوض ستسعفك معها لاحقاً؟