لايف ستايل، تقرير

هل يمكنني البقاء في الظلام وإعفائي من إشعال كسم الشمعة؟

مايكل أبو العاص - خفَّاش الحدود

Loading...
صورة هل يمكنني البقاء في الظلام وإعفائي من إشعال كسم الشمعة؟

من قال إن الظلام عيب؟ من هو هذا المخلوق المُضيء الذي قرّر أن غياب الرؤية مشكلة يجب حلّها؟ هل أبدو كمَن يمكنه حمل شمعة دون أن يشعر بالغثيان من رؤية الطريق والقمامة والحفر والطين والدم؟ أنت أيها الحكيم أبو شمعة، الذي تراها رمزاً للأمل، أنا يا سيدي أجدها رمزاً للكآبة. ما رأيك؟ أجدها رمزاً للكهرباء المقطوعة، لبقاءنا في القرن السابع عشر خلال وصول العالم إلى القرن الحادي والعشرين. 

هاتَ يدكَ لأقبّلها، دعني من فضلك أعيش في كهف بلا مرآة ولا واي فاي ولا فواتير أدفعها مقابل هذا الضوء المهين. ثم ما هي مشكلتك مع لعني للظلام، هل هو قريبك؟ ومن قال إنني ألعنه أساساً؟ أقسم لك أنني أتنعّم فيه، وها أنا أكتب لك وأنا آكل الحلاوة بسعادة غامرة لأنني لا أرى تاريخ صلاحيتها.

أنا حرّ يا حبيبي، لا أحتاج إلى شمعة ولا لمعة ولا دمعة ولا زفت، عندي فيتيش على الظلام يا سيدي، هل أنت أخٌ لمزاجي؟ تفضّل، أشعل أنت الشمعة واستمتع بمازوخيتك وأحرق أصابعك وبطنك والكنبة، متّع ناظريك بمشاهدة الضوء وهو يُظهر كم أنت واقف مكانك؛ وهو يفضح تفاصيل القبح الذي تعيشه.

هذه ليست دعوة للعنِ الظلام أو الاحتفال به، أنا فقط لا أريد إشعال كـ** شمعة، أحتاج إلى مساحة خاصة بي، معتمة، لا تصلها كاميرات المراقبة ولا الموساد ولا صواريخ الحوثي الفرط صوتية، ولا الجزيرة، ولا دكتور فوود، ولا أبو تريكة، ولا رياديّو دُبي؛ أنا لستُ بحاجةِ أن أرَى، بل لأن لا أُرَى؛ وأرجو أن يُفسد النقاش للود قضية وتحل عن ط*** أنت وشموعك. تفضّل مع السلامة.



شعورك تجاه المقال؟