محاولة لتتبع أصل الفتوش تنتهي باستعراض دموي لتاريخ ومستقبل العلاقات السورية اللبنانية
رشدي عبير المرج - صحفي ومخترع الفتوش الحقيقي
٢٧ مايو، ٢٠٢٥
.jpg&w=1440&q=75)
على هامش صناعته لمحتوى سياحي عن بلاد الشام، أشعل الإنفلونسر البريطاني هاري بيرنينغ-فينغر فتيل أزمة ديبلوماسية بين الشعب الواحد في بلدين، محولاً قسم التعليقات على مقطعٍ مصور يظهر أكله للفتوش إلى ساحة حرب بين التوأمين الساميين السوري واللبناني للظفر بلقب الدولة التي اخترعت الفتوش الذي تناوله الإنفلونسر وأشاد بقرمشة خبزه.
وبعد قرابة نصف ساعة من إطلاق تعليقات الترحاب وكرم الضيافة الذي يشتهر به مستخدمو الانستغرام في البلدين، بدأ هؤلاء أنفسهم بنصب الألغام تحت تلك التحيات لبعضهم البعض، محوّلين الـ "ويلكام تو سوريا" و"ويلكام تو ليبانون" إلى سلاسل طويلة من الخطابات النارية واستعراض المظالم التاريخية وطموحات التوسع وضم المحافظة الخامسة عشرة والتصنيف على أساس لون البشرة والمذهب الديني والتغني بالأيام الخوالي حين كسر أحدهما الآخر؛ في موجة اشتباكات جديدة تندلع على على جنسية الفتوش وهوية مكتشفه.
وعلى إثر استعار النزاع، الذي لم يترك زاوية من تاريخ علاقات البلدين الشائكة ومجمل الأطباق المتنازع على جنسيتها إلا وأعاد فتح النقاش حولها، حاول بيرنينغ-فينغر التوسّط كقوة فض نزاع دولية، إلا أن كثافة الأعيرة التاريخية حالت دون نجاحه بمساعي فض الاشتباك، "من هو غازي كنعان؟ هل هو مخترع الفتوش ولماذا يذكره الجميع؟" تساءل المؤثر البريطاني الذي كان حتى فترة قريبة مجرد سائح بجواز سفرٍ قوي ومعدلات متابعة منخفضة، قبل أن يبدأ لونه بالميل نحو الاصفرار بعد ضغطه خيار الترجمة على مزيد من التعليقات.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يثير فيها الفتوش نقاشاً تتباين فيه وجهات النظر حول التاريخ والتطلعات المتناقضة حد الإلغاء للمستقبل، شأنه شأن أطباق ساخنة ونقاط حساسة أخرى لا تتعدى كونها "مشاكلاً اعتيادية تحدث بين أي شقيقين ولا تلغي الصلات الوثيقة بينهما،" وفقاً للمعلّقين الذين أقسموا جميعاً أن لديهم أصدقاء من الدولة الأخرى ومشكلتهم ليست إلا مع شذاذ الآفاق منها وهم قلّة قليلة بأي حال، ويا حبذا لو يصمتوا وإلا.