تغطية إخبارية، خبر

الإمارات تتبرع بعشرين ألف سي دي لأطفال غزة

فهمي الخفيف - مراسل الحدود لشؤون الكرم العربي

Loading...
صورة الإمارات تتبرع بعشرين ألف سي دي لأطفال غزة

أعلنت الإمارات عن وصول أول ٥٠٠ قرص مدمج (سي دي)، ضمن حملة للتبرع بعشرين ألف سي دي لأطفال غزَّة على مدى السنوات الخمس القادمة، ليتمتعوا بمشاهدة صور طعام ومقاطع فيديو لأطفال يلعبون في مدن الملاهي وحلبات التزلج على الجليد في دبي. كما طبعت على كل قرص صورة الشيخ محمد بن زايد، مرفقة بتحيّة خاصّة لهم وتوضيح مقتضب لموقف الإمارات الثابت تجاه إسرائيل.

تمكّنت الإمارات من تنفيذ هذه الحركة الحتمطائية* بتنسيق إسرائيلي-إماراتي-إسرائيلي إسرائيلي، وبالتعاون مع مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي؛ ويرى محلّلون في هذا المستوى العالي من التنسيق والتعاون ما يمكن اعتباره موقفاً موحّداً قد يرقى إلى مستوى بيان صادر عن جامعة الدول العربيّة. 

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر أطفال غزَّة فرحين بوصول المساعدات ويرمونها كأقراص طائرة نحو بعضهم البعض، بانتظار أجهزة الحاسوب طراز التسعينات اللازمة لتشغيلها. ومن المتوقع وصولها فور بدء النمو الاقتصادي الناتج عن إعادة الإعمار الذي قد يسهم في إيصال الكهرباء لها في المرحلة الثالثة، بعد السماح بدخول الطعام إلى القطاع، والذي يعتمد على التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار يسمح بفتح المعابر ودفن الموتى.

في المقابل، أعرب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن قلقه من احتمال استخدام هذه الأقراص في شن عمليّات داخل القطاع أو خارجه، سواء عبر رميها على ارتفاعات تهدد حريّة الملاحة الجويّة في سماء القطاع، أو رميها بقوّة نحو آليات الجيش الإسرائيلي.

لكن المتحدّث باسم الهيئة الخيرية الإماراتيّة قلل من هذه المخاوف مؤكّداً على "تعدُّد استخدامات هذه الأقراص"، مثل تعليقها على الحبال في الأعراس بين الركام، أو توجيهها إلى الأعلى لرصد انعكاس الضوء إذا ما أشرقت الشمس على القطاع من جديد. وتعهدت الهيئة بتعديل الدفعات اللاحقة من الأقراص عبر إضافة ثقب ثانٍ فيها لمنع استخدامها عسكريّاً.

*القرص المدمج: اختراع يعود إلى الثمانينات. وصل إلى الأمة العربية بعد عقدٍ أو أكثر، ويُقال إن صدام مات قبل أن يراه. استُخدم لتخزين المعلومات، وشاع استخدامه في المنطقة لتناقل الأعمال الإباحية الشهيرة (راجع فيلم بائع الحليب)، كما تم توظيفه على نطاقٍ واسع لتداول خطب الشيخ عبد الله عزام وفيديوهات أسامة بن لادن في مشتاه بأفغانستان. واشتهر بقدرته التخزينية التي وصلت نحو ٢٥٦ ميجابايت.

*الحتمطائيّة: من حتمطائي، وهي كلمة منحوتة من "حاتم الطائي". يُعتبر حاتم الطائي شخصيّة عربيّة غامضة لا يُعرَف عنها الكثير. ولقلّة المصادر التاريخيّة التي تتناول سيرته، اعتمد المؤرخون على كتب اللغة العربيّة للمرحلة الابتدائية. 

تشير هذه المخطوطات إلى حاتم الطائي في حادثةٍ باغته فيها ضيوفٌ دون سابق ترتيب أو اتصال لإبلاغه بقدومهم، فوجد نفسه أمام موقفٍ اجتماعيٍّ صعب، بعدما أبلغته زوجته ميرا بأنّ الثلاجة فارغة تماماً وأنّ البيت بحاجة إلى التنظيف. 

سارع الطائي إلى ركوب خيله خيله متّجهاً نحو دكّان عمّي الحج ليشتري بعض المواد الغذائيّة، لكن عمي الحج كان قد أغلق المحل وذهب إلى منزله. وبسرعة البديهة التي عُرف بها، توجّه فوراً نحو شاورما الريم لشراء بعض الوجبات، ليجد أن الله قد جبر وبيعت كل الشاورما. وفي تلك اللحظة، لمعت عيناه بفكرة غيّرت مجرى تاريخ الشاورما: من قال إن الشاورما يجب أن تكون لحم خاروف أو ذاك اللحم المستخدم فيها؟ خطب الطائي بالعمّال المصريين قائلاً جملته الشهيرة "والله لو ما تبقّى في الدنيا سوى قطّ لأكلت الشاورما". تحمّس العمّال وتعاونوا معه فذبحوا الخيل وصنعوا الشاورما من لحمها. 

وزّع الطائي الوجبات على العمال، ثم حمل الباقي واستقل سيارة أجرة عائداً إلى منزله عبر أزمة السير. وحين وصل كانت الشاورما قد بردت؛ لكنه وجد الضيوف فرحين مرتاحين ينتظرون الطعام، إذ كانت زوجته قد تكفّلت بخدمتهم والترحيب بهم ريثما يصل، فأكلوا الشاورما بشهيّة وشربوا معها البيبسي (كان ذلك قبل حملات المقاطعة). 

أتى الضيوف على كل شيء، ثم غادروا ولم يعرف عنهم شيء بعد ذلك. فنام الطائي تلك الليلة جائعاً ونامت زوجته هنيئاً، ليرزق بعد تسعة أشهر بطفل أسماه ضيف. 

عاش ضيف ومات ولم يتعلّم ركوب الخيل، ولم يذق الشاورما قط.

شعورك تجاه المقال؟