لايف ستايل، تقرير

إذا نطحت هذا الحيوان الذي لا يفهم، هل يعد هذا استخداما للعقل؟

فتحي العترماني - خبير في شؤون تلاقي العقول

Loading...
صورة إذا نطحت هذا الحيوان الذي لا يفهم، هل يعد هذا استخداما للعقل؟

وردتنا إلى صندوق شكاوى القراء الذي يملأه عادةً الزميل مايكل بأسماء وهمية لكي نحافظ على إنتاج النصوص، وردتنا شكوى من المدعو شكيب الدهلبوطي بحق زميله كُ.أُ. الذي أرهقه بزعمه أنَّ إيران الشيعية جزء من مؤامرة عالمية لضرب العرب السُنّة، وأنَّ حكام محور "الاعتدال الخليجي" المتحالفين مع أميركا جزء من مؤامرة عالمية لضرب العرب السُنّة، دون أن يغفل التنظيمات المتطرفة التي شكّلتها المؤامرة العالمية لتشويه صورة العرب السُنّة.

يشكو الدهلبوطي من سياسة شركته التي تنص بتغليب العقل على استخدام الأيدي في حلّ النزاعات. وبما أنَّه استنفذ فرصه بتغيير المنكر الرابص أمامه بيده وبلسانه وبقلبه، ها هو يسألنا بعدما عدَّ للعشرة بعد المئة وصلّى على النبي تسعاً وتسعون واستهدى بالرحمن ثلاثاً عمّا إذا كان نطحُ هذا الحيوان استخداماً للعقل.

الخبير في شؤون الانفجارات الفردية والانفلاتات العصبية، الدكتور همّام الطرشاق، أجاب عن هذا التساؤل بمنتهى الرزانة قائلاً: "النطح ليس فقط استخداماً للعقل، بل هو تقديمه على الجسد عند الانحناء نحو المَنطوح". وأضاف: "تَبيّن في دراسة ميدانية أجريناها داخل عينة واسعة من غرف الاجتماعات والعمل المشترك أنَّ ٧ من أصل كل ١٠ زملاء انطمّوا من دون ولا حرف وجلسوا مكانهم ساكتين ولاك بعد نطحة واحدة متقنة".

ولا بدّ هنا من الإشارة إلى أن النطح – بوصفه تعبيراً عن نفاد الصبر العقلي – يُستخدم في اللحظة التي يعجز فيها العقل عن التعامل مع العبث بمنطقه القديم، فيلجأ إلى جبهة جديدة، جبهة الجبهة. ذلك أنَّ الأجسام، حين تسأم من تراكم الكلام الفارغ، لا تملك إلا أن تُعيد توجيه مراكز التفكير من الدماغ إلى الجبهة الأمامية مباشرةً، ومنها إلى دماغ المتحدث أمامك، لعلها تحدث فيه فتحة إدراك أو تنفّس أو مجرد فتحة.

ويؤكد علماء الأعصاب أن منطقة الجبهة في الإنسان تُستخدم عادةً للتفكير العميق، لكن حين يكون الطرف المقابل خالياً من أية إشارات تدل على وجود تفكير بغض النظر عن عمقه أو ضحالته، يصبح الاتصال المباشر بين الجبهتين ضرورةً معرفية مؤلمة.

شعورك تجاه المقال؟