خريطة ليبيا
العاصمة
عاصمتان، طرابلس في الغرب وبنغازي في الشرق
نظام الحكم
نظامان، مجلس انتقالي في طرابلس ومجلس انتقالي في بنغازي
توزيع السكان
توزيعان، ٧ ملايين نسمة إجمالاً، وتوزيع آخر يعيش خلاله كل ٤ ليبيين في كيلو متر مربع واحد مع ميليشيا وحكومة وقائد وبرلمان وحكومة.
ليبيا
عن ليبيا
ليبيا في التاريخ
يعود تاريخ ليبيا إلى الفترة الممتدة بين القرنين السابع والرابع قبل الميلاد، عندما استوطن الفينيقيون والبربر سواحل غربي النيل، وهي الفترة التي شهدت أيضاً أيام العزّ الوحيدة لهذه الدولة، حيث لم تُذكَر ليبيا من بعدها في الأخبار بأي خير.





بعد ذلك لم تعرف ليبيا يوماً يسرّ الخاطر، لا عندما سيطر عليها الرومان ولا الفرس ولا المسلمون ولا الطليان ولا الإنجليز ولا الفرنسيون، ولا عندما نالت استقلالها كمملكة ولا عندما حولها القذافي إلى جمهورية ولا عندما رقّاها إلى جماهيرية، ولا مع الثورة ولا مع الثورة المضادة، ولا غداً سيكون أفضل؛ ولا، لن تُصحّي التنّين النائم ولا كل كلام التنمية البشرية سينفعها.
الاستقلال
مثل أي دولة عربية؛ سقطت الخلافة العثمانية فوجدَ الناس أنفسهم بدون مستعمر؛ ليأتي الاحتلال الإيطالي ويأخذ ليبيا في حضنه كنوع من التغيير عن الوجود الإنجليزي والفرنسي في باقي المنطقة؛ ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية تحالف الليبيون مع الجيوش البريطانية والفرنسية، قال لماذا؟ قال للحصول على الاستقلال.





فوجدت ليبيا نفسها تحت سيطرة بريطانيا في الشمال وفرنسا في الجنوب، وأصبح لديها بدل الاستعمار اثنان وبدون عمر المختار فوق ذلك. فقررّ الليبيون أنه سامحك الله يا عمر ودعونا نناضل سلمياً ونتحدث عن قضيتنا في المحافل الدولية؛ حتى سألت الأمم المتحدة كل من فرنسا وبريطانيا: يا جماعة ما الذي تفعلونه في هذه الصحراء؟ فقال المستعمرون أجل والله، ما الذي نفعله؟


بناء على ذلك، نالت ليبيا استقلالها عام ١٩٥١ كمملكة تحت حكم السنوسي، ولكن المقلب الذي أكله الاستعمار الساذج أن ليبيا بعد ٧ سنوات فقط اكتشفت النفط والغاز، الذي سيدفع الليبيونُ ثمنه لاحقاً على شكل قذافي وحفتر وسرّاج ودبيبة وباشاغا وإردوغان وسيسي وڤاغنر و"عمشات" سوريّة.
الجماهيرية
كأي جمال عبد الناصر وحافظ أسد وصدام حسين، قرّر عقيد شاب في الجيش أن ليبيا يجب أن تكون جمهورية قوميّة، فانقلب على الحكم عام ١٩٦٩، وكان من أبرز إنجازاته تغيير اسم المملكة الليبية إلى "الجمهورية العربية الليبية".





لاحقاً، أضاف القذافي إنجازاً آخر عندما اكتشف أن الاشتراكية أفضل من القومية، فغير الاسم إلى "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية"، ليقرر لاحقاً تسطير إنجاز آخر بتحدي الاستكبار الأميركي وتغيير الاسم إلى "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى" بعد الضربات الأميركية على ليبيا عام ١٩٨٦.





كما شهد عصر القذافي انفتاحاً كبيراً على مشاريع الوحدة، فكان يتحد كل بضعة أشهر مع دولة أو أكثر، ليصل عدد مشاريع الوحدة التي نفّذها منفرداً، ودون علم الدولة المتحد معها، إلى ٨ اتحادات، منها ما كان مع مصر والسودان وسوريا، ودول أخرى بحثنا عنها ولم نجدها؛ كما لم يعثر في المصادر عن أي وحدة حقيقية على أرض الواقع.





إضافة لكل هذا، عُرف عهدُ الجماهيرية بالمشاكل التي كان يثيرها المرحوم المسحول، إذ عانت ليبيا في عهده من علاقات متوترة مع دول الجوار والإقليم والمنطقة والعالم، تسبّبت بسلسة من الغارات والهجمات والضربات والعقوبات، والعقوبات المشددة والحصار وحظر الطيران وكـ*ـم هكذا عيشة.
الثورة
مما سبق، وجد الليبيون أنه "شنو هذا؟"، فقاموا بثورة عام ٢٠١١، وكأي ربيع عربي سوري ويمني تحول الحراك السلمي إلى ثورة مسلحة، قبل أن يسقط نظام القذافي ويتولى مجلس وطني انتقالي الحكم، وقتل القذافي بعد أسره في مدينة سرت وأسدل الستار على حقبة خراء امتدّت ٤٢ عاماً ليحل مكانها حقبة لا تقلُّ خرائيةً.





شهدت ليبيا انتخابات تشريعية في ٢٠١٢ وصوّت الليبيون لاختيار أعضاء البرلمان الذي سيتولى المرحلة الانتقالية، فيما صوّت الضباط لخليفة حفتر لتولي المسؤولية، فنشأت ساحة قتال كبيرة بعض الشيء وبرلمانان وحكومتان، انبثق عنهما عدة برلمانات وحكومات، جميعها متّحد وملتحم في ساحات الوغى بقتالٍ دامٍ تسبّب بنسيان لماذا وعلى ماذا ومن ضد من يقاتلون.





وكما القذافي، كان من أبرز إنجازات الثورة الليبية تغيير العلم واسم الدولة، لتصبح دولة ليبيا فقط، بلا اشتراكية أو عظَمَة. دون تحديد أي دولة ليبيا يقصد بهذا الاسم وما هي ولماذا، كما ساهمت الثورة في تخفيض عبء إنتاج البلاد من النفط وتقليل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى النصف كي لا يحتار بأمواله وينطلق لممارسة ركوب الأمواج.