دليل الحدود: هل أنت جزء من القافلة أم الطريق أم قطيع الكلاب التي تنبح؟
رشدي عبير المرج - مراسل الحدود وشيواوا بدوام جزئي
١٨ مايو، ٢٠٢٥

مع كل فتح ديبلوماسي وإنارة شارع وقصيدة لمعالي وزير الثقافة، يبدو من الجلي أن القافلة في سوريا تسير. لا يعلم أحد لماذا أو إلى أين، إلا أنها تسير حقاً، كما يؤكد طيف واسع من خبراء القوافل المقربين منها. ولذلك أعدت الحدود دليلاً مفصّلاً للسوريين، الشريحة الأقل ارتباطاً بعمل القافلة، لكي يستطيعوا تحديد مكانهم منها.
هل أنت جزء من القافلة أصلاً؟
مع الطلبات المتكررة برفع رأسك فوق فوق، قد يخال إليك أنك على متن القافلة وهي تحملك إلى وجهة جميلة. لكن هل أنت كذلك فعلاً؟ إذا حصلت على مقعد وزاري أو معاون وزاري أو إحدى المناصب الرسمية أو شبه وغير الرسمية، أو حظيت حتى بملكية كانت عامةً فيما مضى ووجدت طريقها إليك، مهما بدت تافهة، فيمكنك التوقف عن القراءة. أما إذا كنت تهز رأسك بالنفي بينما تمر على هذه الامتيازات، فعليك أن تكمل القراءة.
هل أنت مع قطيع الكلاب التي تنبح؟
لا يكتمل مسير القافلة دون كلاب تنبح عليها وتؤنسها في مسيرها الطويل نحو العلياء والمجد والقمم القاسيونية عندما تعود ملكيتها. الآن، راجع نفسك واحص عدد طلبات الـ "عوي ولاك" التي حصلت عليها لتهم تتراوح بين التشكيك بشرعية السلطات القائمة أو مفاهيمها عن العدالة والمرحلة الانتقالية والتجاوزات الفردية، أو أي ملاحظة أخرى تستوجب طلباً صريحاً بالنباح. فإن تجاوز عدد هذه الطلبات الواحد، فربما تكون مع الكلاب. أما إذا التزمت الصمت طوال الفترة الماضية فربما تجد ضالتك في الخيار الثالث.
هل أنت الطريق؟
لا تسير القافلة على الهواء، لأنها ليست طائرة، ولأن القائد المفدى لا يستطيع الطيران بحرية، حتى الآن على الأقل. ستحتاج القافلة إلى طريق صلب معبد تسير فوقه، وربما تكون صلابتك وقدرتك على تحمل المعاناة بصمت أجود أنواع المواد الأولية لتعبيد الطرقات. هل تشعر بوطأة الأيام وتكاليف المعيشة وانعدام الأمان والخوف من المجهول وكأنها حمل ثقيل يحطم أضلاعك؟ ربما يكون مرد ذلك حركة القافلة وهي تسير فوقك، مثلما سارت قافلة وليد المعلم قبلها، والأفضل لك في هكذا سيناريو أن تجد وضعية استلقاء مريحة نسبياً، فلسوف يطول المسير على الأرجح.