تغطية إخبارية، رأي

أخي أحمد الأمويّ… لم أندم على شيء سوى إهمال حملات "البي آر" بعد موقعة كربلاء

Loading...
صورة أخي أحمد الأمويّ… لم أندم على شيء سوى إهمال حملات "البي آر" بعد موقعة كربلاء

يزيد بن معاوية يكتب للحدود

الحمد لله الذي ما شاء صنع، ومن شاء أعطى ومن شاء منع، ومن شاء خفَض ومن شاء رفَع، وأشهد أنه العليم بما تهمس به المؤتمرات، وشهيد على ما يُحاك عند أهل العمامات. رافع العقوبات ومنيرٌ لخليفتي أبي محمدٍ الشرع بحر الظلمات. فأما بعد،

أخي أبا محمدٍ؛ إنّا كنّا قوماً لا يُسأل عنّا من أقمنا عليه الحد، ولا يُناقَش سيفُنا في شيء بلغه، وإنني كنتُ حبلاً من حبال الله، مدّه ما شاء أن يمدّه، ثم قطعه حين شاء أن يقطعه، ولقد قتلتُ القِرَمَ من سادات بني هاشم وعدلتُ ميلَ بدرٍ فاعتدل، وحصدت من المجد ما عجز المؤرخون به الإحاطة، وكل ما وردكم عني محض فراطة. 

لكنّ زمانك غير زماني، وأهل التمويل والمنظمات ومقاطع الريلز والصحافة، ليسوا كأهل كربلاء بالأمس بعداً في التخطيط والحصافة. وإني إذ أزكّيكَ وقد صرتُ إلى ربّي، فإن يعفُ عنّي فبرحمته، وإن يعذبني فبذنبي؛ فعليّ نصحك وعليك طاعتي ما دامت عليك عباءتي. 

قد كان في قتلنا للحسين بلاءٌ لنا، لكن لا لِما فعلناه، بل لما غفلنا عن قوله، فاحتكر أهلهُ السرديّة، وطافوا بها المدن والأمصار قروناً سوداء وذهبية؛ فإياك ثم إياك والمجزرة دون رواية، وتمشيط الساحل دون حماية، والتطبيع مع إسرائيل قبل أن تبيع لقومك الغاية.

إنّ ما جرى كان لإعادة التوازن التاريخي وإجهاض مشروعٍ انفصالي عن الدولة الجامعة، لكن الخطأ ما كان في السيف، بل في فشلنا بصياغة رواية تبرر الماذا والكيف، وتجعل القتيل هو الجاني، فنقول دون وجل هو من أطلق أولاً ورماني. ولستُ اليوم أقول ندمتُ على كربلاء، بل أقول: أخطأت حين تركت رُسلَ المؤامرة يمشون في مناكب الأرض لينشروا روايتهم.

فاحذر يا بعدي، فما خرج الحسين إلا لظنّه أن العالم سيستمع إليه، وما أسكَتَنا العالم إلا لأننا نسينا أن نحكي حكايتنا قبله، لأن الغرور أخذنا، فلم ننسّق مع الروم والقبائل، ولم نحمل لهم الهدايا ونرسلها بالقوافل. فسلامٌ على من يشرَح قبل أن يقتُل، ويروي قبل أن يُروى عليه فيذبُل.

شعورك تجاه المقال؟