تغطية إخبارية، تقرير

تأثرا بملحمة ميرا وأحمد: تعرَّف إلى الحب الذي جمع ريم وذو الفقار

فتحي العترماني - مراسل الحدود لشؤون العشق المسموح

Loading...
صورة تأثرا بملحمة ميرا وأحمد: تعرَّف إلى الحب الذي جمع ريم وذو الفقار

لم يعد لعُصفورَيّ الحب ريم المغزول وذو الفقار غزيّلان سبباً لإخماد نار الحب المُشتعلة بينهما منذ أشهر وعدم إشهارها للعالم، إذ اعتقد العشيقان أنَّ المستحيل ليس ألمانياً، لكن ملحمة ميرا وأحمد زرعت في قلبها اليقين بأنه ليس سورياً كذلك، فما كان يؤدي أيام النظام البائد إلى فضح البنت واغتيالها معنوياً وفعلياً في بعض الكثير من الحالات، بات مدعاةً للاحتفال والمُباركة في سوريا الحرّة.

بدأت حكاية العشيقين، التي تكشفها الحدود لأول مرة، عندما تعرَّف ذو الفقار وهو علوي من قرية الشيخ بدر في محافظة طرطوس، على ريم السنّية من مدينة حماة، عبر إحدى المجموعات على فيسبوك قبل أن يظفر باسم حسابها على إنستاغرام، ويُعجب بصورتها، ويثني في الرسائل على أناقتها ولفّة حجابها.

لم يستطع العصفوران اللقاء في عُشٍّ، ولا مقهى، ولا شارع، فاقتصرت علاقتهما على الإنترنت، لكن إن كان بإمكان الأسد أن يهرب، والأفرع الأمنية أن تصبح وجهات سياحية، والشرع أن يقابل "نظيره" الفرنسي إيمانويل ماكرون، فلا بد من وسيلة تجمع الشمل بينهما وفي مطلع الشهر الحالي، قرَّرا تنفيذ خطة لتتويج حبهما وتحرير العاشقة من سلاسل خطيبها عبد المولى المُقيم في الأردن، الذي تقدَّم لها على سنة الله ورسوله، وبموافقتها، ومباركة أهلها قساة القلب الذين كانوا سيزوجوها لغير حبيبها الذي لم يعرفوا عنه شيئاً بالأصل.

بدأت الخطة بتزييف ذو الفقار مكالمةً ادعى فيها أنه مسؤول الديوان في كلية الأدب العربي بجامعة حماة التي تدرس فيها ريم، ليخدع والدتها ويقنعها بضرورة زيارة ريم مبنى الكلية لتعديل معلوماتٍ تتعلق ببطاقتها ورقمها الامتحاني، فوقعوا في مصيدة العاشق المجنون، و أرسلوا ابنتهم إلى طريقٍ لم يعلموا حينها أنَّه طريق الحرية من قيود المجتمع والتعاليم الدينية الصارمة.

التقت ريم بحبيبها الذي كان متنكراً على هيئة مصنَّف سحّاب لم ترصده كاميرات المراقبة في مكتب الديوان، وفرّا معاً من الصحراء الخالية من المشاعرإلى مدينة طرطوس … أرض الحب؛ هناك ركضا بين الأشجار وتدحرجا على رمال الشاطئ وعانقا الشمس عند غروبها. هناك رغبت ريم بأن تعبر نسائم الصيف الرقيقة خصلات شعرها، فخلعت حجابها وأطلقت العنان لشعرها غير آبهةٍ بما هو شائعٌ من حيث أتت. 

يعيش العصفورين هذه الأيام محاطين بالحب ودعم المجتمع، حيث وقف صديقا الشاب ذو الفقار، العلويَّين أيضاً، إلى جانبه في هذه الرحلة ودعماه بالشهادة على عقد قرانهما، بينما أباح شيخُ الحب غياب ولي أمر ريم، لتركب قطار الحب، تشهر مع حبيبها علاقتهما أمام العالم السوري الحرّ، ويصرخ ذو الفقار "آي آم ذا كينج أوف ذا وورلد" كما صرخ أحمد في ساحة الساعة بحمص.

شعورك تجاه المقال؟