جوردان بيترسون يكتب: لماذا توقفت المرأة عن الانبهار بالزوج الذي يضع جواربه في سلة الغسيل؟
جوردان بيترسون - يوتيوبر كندي
٠٦ مايو، ٢٠٢٥

لا يوجد فعل أكثر رجولة وبطولة وتجذراً في أعماق الرّوح الذكورية، من وضع الرجل جواربه المتسخة في سلة الغسيل، بعد يوم طويل من المعارك للحفاظ على النظام في مواجهة الفوضى، رغم أن زوجته لم تطلب منه ذلك، ولم يكن خائفاً أن تدرجه حملة #مي_توو على قائمتها لا سمحَ الله. فعلَ ذلك من تلقاء طبيعته المبادِرة لتحمّل المسؤولية.
قد يبدو هذا الفعل بسيطاً، بل وربما تافهاً بنظر الحداثيين، لكن وضع الجوارب في السلة حركة رمزية تعبّر عن فطرة رجولية لإخضاع الغريزة الفوضوية (الجورب المتسخ) لقوة النظام المقدس (سلة الغسيل). ولذلك، لم تعد زوجة القرن الحادي والعشرين تنبهر، بل صارت تتساءل: لماذا يضعه هناك بدل غسله؟ هل هذا توسيع للهيمنة الأبوية حتى تشمل المساحات الوردية في المنزل؟
في الحقيقة، هذا تماماً ما أسمّيه في الأوساط الفلسفية بظاهرة "التوسّع المايكرو-سلطوي للنظام داخل بنية الفوضى الأنثوية"، فبينما يرى الرجلُ نفسه بطلاً لوضع جوربه في السلة، ترى المرأة ذلك إعلاناً عن فشل الحداثة في إنتاج رجال حقيقيين. لكن، سيدتي، لو كنتِ عاجزة عن الانبهار برجلك، فهذه ليست مشكلة الجورب… إنها مشكلة الحضارة التي تنتمين إليها.
لذا، حتى لو وضع رجُلكِ الجورب وغسل محتويات السلة كاملة، ثم وجد فردة الجوارب البيضاء الضائعة، ثم أعاد نسج الجورب المثقوب من جديد من خيوط الزمن… فلن تنبهري، بل ستتسائلين: لماذا أصلاً لديك جورب؟ ولماذا لدينا سلة؟ ولماذا لم تترك الجورب حراً في الطبيعة يمارس وجوده الأصلي؟
هذا النكد النسوي في التعامل مع تصرف نبيل قام به الرجل، حالة تفسّرها نظرية أدرّسها لطلابي بعنوان "الهيمنة الخفية للسلطعون"؛ إذ يسيطر الذكر الأكبر على الصخور، فتنجذب الإناث لغريزة الهيمنة هذه؛ وعندما يضع الرجل جوربه في السلة، فهو لا يمارس عملاً منزلياً؛ بل يثبت أنه قادر على السيطرة، وهذا أكثر ما يقلق النسوية من الرجل قاهر الجوارب.
ولكن، بينما تهرب النسويّات من بطولات الرجل بطرح الأسئلة والتشكيك بدلاً من الانبهار ببطولاته؛ فإنهنّ يُعِدنَ أنفسهنّ - عن غير وعي - إلى "الفوضى البدائية" حيث لا جورب ولا سلة ولا زوج، بل مجرد إمرأة عارية تركض في الغابة هرباً من تنين، تتعثّر وتسقط، ثم تبكي لأنها اكتشفت أن التنين كان انعكاساً نفسياً لهيمنة أبيها.