عبد الناصر من قبره: ما تؤمن به مجرّد هَبَل
قابيل آدم بني آدم - عضو شبيبة الحركة الناصرية الماوية الماركسية الإسلامية القومية
٣٠ أبريل، ٢٠٢٥

بعد عقودٍ من تجاهل المنطق والواقع، وتخوين كل من شكّك في عبقرية القائد، زعيم الأمة العربية، حبيب الملايين، جمال عبد الناصر، باعتبارهم صهاينة يسعون لجرّنا نحو الجلوس مع العدو وتطبيع العلاقات معه، حتى تصبح الخيانة مجرّد وجهة نظر، ها هو زعيمك وتاج رأسك الذي آآآخ لو كان يعرف ماذا جرى بغيابه، يخرج من قبره بتسجيلٍ مسرّب، ليؤكّد ما أثبته المنطق والواقع، ودزينةً من أصدقائك ومعارفك الذين قطعت علاقتك بهم.
نعم، عبد الناصر، صاحب "ما أُخذ بالقوّة لا يُسترد إلا بالقوّة"، عبد الناصر الذي خوّن ثلثي الأمة العربية، وحرَّض على انقلابات عسكرية من المحيط إلى الخليج، أدرك بعد نكبة ونكسة وبضعة هزائم هنا وهناك، أن إلقاء الخُطب الحماسية والدعس في بطون المعارضين، لا يسهم في تحرير فلسطين وكَبّ العدو في البحر، لأنه مدعوم من أقوى دول العالم، ويتمترس خلف ترسانة عسكرية متطورة وتحالفات استراتيجية. أما أنت يا رفيق، فبعد مئتي هزيمةٍ ونكبةٍ ومجزرةٍ ومذبحة، لا تزال مقتنعاً بأن من يُعيق التحرير هو محمد صلاح الذي لم يرتدِ قميصاً كتب عليه "ك# أم إسرائيل"، والملك عبد الله الذي رمش أثناء لقائه ترامب، وجارك الذي شرب علبة بيبسي. وترى أن الأغاني الحماسية وارتداء الكوفيّة سيدفعان الأمة للزحف من المحيط إلى الخليج، بعد أن يُخرج كل واحد منهم دبابته التي خبّأها تحت سريره.
عبد الناصر تحدّث عن فارق القوّة بين مصر وإسرائيل لمجرّد امتلاكها مدفعية ذاتية الحركة، أي مدفعية لها عجلات. فماذا تقول اليوم، وهي دولة نووية، ورائدة في الذكاء الاصطناعي ذاتيّ الحركة بعجلات وصواريخ وقدرة على تمييز وجهك واستهدافك دون سائر الخلق؟
ذلك الزعيم الملهم الذي تُعلِّق صورته في غرفتك وفيسبوكك وإنستاغرامك، أدرك أن العراق واليمن وسوريا والجزائر لن يُباغتوا إسرائيل في ساعتين، بينما تحتفل أنت بكل صاروخ عشوائي يطلقه الحوثيون، وتضع قلب حبٍّ على منشورٍ لمليشيا تنهب العراق وتتوعد بـ"الزحف على تل أبيب"، وتنتظر فتح الحدود للجزائريين "باش يحررّوا فلسطين".
حتى القذافي، الذي كان ينصب خيمته في الأمم المتحدة، كان أكثر هدوءاً وواقعية منك. القذافي المجنون الذي اقترح دولة "إسراطين"، كان أقرب لفهم الواقع منك. على الأقل، لم يتّهم عبد الناصر بالصهينة والعمالة للموساد لأنه تراجع عن شعاراته.