لايف ستايل، خبر

كاتب التاريخ يوكل مهمة تفجير الإحباطات المتراكمة إلى علكة تختبئ أسفل مقعد شاب في حافلة

رشدي عبير المرج - طبيب وناقد درامي

Loading...
صورة كاتب التاريخ يوكل مهمة تفجير الإحباطات المتراكمة إلى علكة تختبئ أسفل مقعد شاب في حافلة

واعداً بتقديم واحدة من أفضل روائعه على الإطلاق، أعلن كاتب التاريخ أن سيل الإحباطات التي دأبت على التراكم في درب الشاب سمير حبيّة، ستنفجر صبيحة يوم غد بفعل علكة ملتصقة بمقعد الحافلة التي سيستقلها إلى عمله، ولا تزال طريّة ومتأهبة لتمر بين أنسجة بنطاله وتعطيه تلك الدفعة التي يحتاجها ليتأكد أن عالمه ينهار أمامه ويدرك أن قدرته على التحمل أو تغيير مساره محدودة. 

فبعد قرابة ست سنوات من البناء المتقن، الذي تخلله مراكمة للنكسات واحدة فوق الأخرى، وإصدار التنفيسات التي تؤجّل الانفجار ولا تلغيه، أكد كاتب التاريخ أن لحظة سمير قد حانت، "عندما يلحق بالحافلة ويتأكد أنه استطاع ركوبها، وبأن ثمة مقعد شاغر يستطيع الجلوس فيه، في ذاك الجزء من الثانية، الذي يخلع عنده الحذر والتشاؤم مرحباً بيوم قد لا يكون بهذا السوء، عندها تفعل العلكة فعلتها، وكما تلتصق بمؤخرة بنطاله، ستلتصق على أصابعه عند اكتشاف أمرها بلزوجةٍ كالتي يمتلكها الزمن، محدثةً فوضى لا قوام لها، سيدرك سمير أنها في الواقع تشبه حياته إلى حد كبير.و بوووم، صوت انفجار."

عند سؤاله عن رفضه كتابة تاريخٍ مغاير، تستقيم فيه حياة سمير على سبيل المثال، أو تنحدر إلى نقطة الانفجار بسرعة أكبر، قال كاتب التاريخ إن الضرورة الدرامية تفرض نفسها في هكذا حالات، "كان علي أن أوازن بين طلبات الفيزا المرفوضة والإحباطات المهنية والشخصية، وبين لحظات القاع وتلك التي تتخللها السكينة المفاجئة والرغبة بالاستمرار والسعي حتى هذه اللحظة بالذات. الجمهور يكره الأعمال ذات النهايات السعيدة أو الموسم الواحد، مثلما يكرهون صراع العروش حين امتد أكثر مما ينبغي." 

يُذكَر أن الركاب العشرين، الذين سيشهدون انهيار سمير من مقاعد الدرجة الأولى، ويحرصون على أن ينقلوا مجرياته إلى المئات ضمن دوائر زملائهم ومعارفهم، كل واحد منهم يلعب بالفعل دور البطولة في "سبين أوف" بنهايات لا تقل حماساً أو إثارة، وفقًا لكاتب التاريخ الذي رفض إعطاء المزيد من التفاصيل الزفت الإضافية.

شعورك تجاه المقال؟