لماذا لا يصلي الإخوان على النبي؟

 أنت إخواني؟ تعال تعال … الله لا يعطيكم العافية فوق تعبكم، مخارط وصواريخ ومسيّرات للاستخدام المحلّي؟ ما دينكم أنتم؟ رجاءً، لا تستهبل وتَدَّعِ أنّك لا تعرف شيئاً عن الموضوع. ماذا تفعل الدولة حين يرتكب جاري مصيبة؟ تُقبّلنا؟ تُمسّد شَعرنا؟ ماذا تفعل؟ سأخبرك: ستفيض البلد الممتلئة بالمخبرين وكتبة التقارير، بالمخبرين وكتبة التقارير، وستصدَح الإذاعات بمزيد من أغاني طقطقة عظم الأعداء ومصمصة غضاريفهم، وهات على صياح الأطفال في الإذاعة المدرسية بأشعار وطنية. ولا تستبعد أن توقظني السلطات ليلاً وتفتش كل شيء حتى مؤخرتي، وتقتادني بتهمة الاشتراك معكم في حلم لا أعرفه. أي أنني سأتبهدل وتُمسح بي المزابل لأنكم لم تصلّوا على النبي.

فلماذا لا يُصلّي الإخوان على النبي؟ ما ذنبي أنا لأتورَّط بسفالتكم؟

هذا لا يعني أنكم لا تقولون "اللهم صلِّ عليك يا نبي". المشكلة أنكم تُكرّرونها كثيراً، لكنكم لا تستخدمونها في الوقت الصحيح. 

يعني، حين جلست جماعتك لتناقش مشروع تصنيع صواريخ، كان أضعف الإيمان أن يقول أحدهم: شباب … صلّوا على النبي. لا لأن الحل كان سيأتي مع هذه الصلاة، بل لاحتمال أن يحظوا بلحظة من التعقّل، وإذا بها تتبخّر حين بدأوا يسألون عن طريقة تهريب المتفجرات بدل أن يسألوا: لماذا نهرّبها؟

أتريد مزيداً من التبعات؟ طيّب. هذه الصواريخ التي لا يتجاوز مداها خمسة كيلومترات، لو كانت تُعدّ لضرب العدو الإسرائيلي، فستنطلق من الغَور، والعدو بدوره لن يسكت، وسيُحرِق الغور، فيرتفع سعر البندورة، ونضطر لشراء تلك التي زُرعت على ضفاف سيل الزرقاء وارتوت بماء الصرف الصحّي. وقد تنقطع عن الأسواق، فتفقدون فرصة وسم الأردن بأنه مملكة البندورة وتُخرّبون التريند الذي تحبّونه.

دعك مني ومن أمثالي. لنحترق كلّنا في ستين جهنم لأننا كما يقول سيد قطبك جاهليون دار كفر أولاد شوارع وأبناء كلب. لنتحدث عن حُسن تدبيركم: لو أنكم صليتم على النبي حين التقيتم خبراء الصواريخ لأول مرَّة في بيروت، لوجدتم أن الجهاد أحلى في لبنان؛ وكان المجاهد منكم سيطلق الصاروخ ويعود للاستجمام والسباحة في البحر، ولكن أين سيذهب بعد أن يطلقه من الرْصَيفة؟ إلى الغور، ليأكله الذباب.

أرأيت؟ لماذا لا تصلون على النبي؟ حتى الكافر يُصلّي عليه إن دعي لذلك في مشاجرة. لماذا تتصرفون وكأن هذه الصلاة تخصّ غيركم؟ الصلاة على النبي يتبعها "أستغفر الله" و "لا حول ولا قوة إلا بالله" و"الله يخزيك يا شيطان" وهذه جمل تعلقونها لافتات في الشوارع بيننا نحن معشر الكفرة، ألا تحتاجونها أنتم؟ والله العليم إنها لا تلزمكم، خصوصاً أنها لا تتضمّن إقامة مَسيرة عسكرية أمام الجامع الحسيني، ولا تتضمن التصرف كحكومة وإنشاء المجلس الأعلى للإصلاح، ولا مناقشة الرئيس المصري حول توريد الغاز للأردن.

لنعد إلى حسن التدبير والتنظيم، أنتم أهل التنظيم، ولا يصحّ أن تكون تصرفاتكم دائماً فردية وبمعزل عن الجماعة. في مصر، اغتال أحدكم عام ١٩٤٨ قاضياً، ثم اغتال آخر رئيس الوزراء، وبعدها أُلقي القبض على آخر لمحاولته تفجير مبنى المحكمة. وفي كل مرة أنكرهم شيخكم حسن البنا وقال: ليسوا إخواناً ولا مسلمين. وفي سوريا ارتكب ضابط منكم مجزرة مدرسة المدفعية في حلب، وقالت الجماعة: نفّذها من رأسه ولم يستشرنا. واليوم، ينفي جماعتك في الأردن علاقتهم بموضوع الصواريخ، ويتحدثون عن وحدة الصف والثوابت والاستقرار، أما المنفّذون الذين ينتمون لكم، فعملهم فردي لا علاقة للتنظيم به، وقرارهم صنع الصواريخ جاء بعد متابعتهم كيفية صناعة الصاروخ على يوتيوب.

يا أخي، هلكتمونا بالإسلام هو الحل الإسلام هو الحل، ما هو حلّكم في الإسلام؟ هلّا صليتم على النبي قبل أن تشرعوا بتطبيق حلولكم في المرّات القادمة؟