دليل الحدود لمعرفة لماذا لم يصبّح مديرك عليك اليوم
وليد الماسك - مراسل الحدود المتنكر بملابس عامل البوفيه
١٤ أبريل، ٢٠٢٥

لا تقلق عزيزي القارئ،، لن أبدأ حديثي بالادعاء أنه إنسان ككلّ البشر ومزاجه اليوم متعكر ولم يصبّح عليك فحسب؛ فلنكن متفقين على نقطة أساسية: مديرك ليس إنساناً بالمفهوم الطبيعي. ليس إنساناً معك أنت على الأقل؛ قد يكون إنساناً مع غيرك، مع زوجته مثلاً، مع المدير الأعلى منه -مجبراً لا بإرادته- مع سوسن زميلتك الحسناء. لكن لم يكن يوماً إنساناً معك ولن يكون على الأرجح.
إذاً، لم يصبح عليك اليوم، ولذلك أنا هنا لأقول لك لماذا.
أولاً: أنت على شفا حفرة من الإقالة
دقق جيداً حولك. استقرئ وابحث وفعّل مجسّاتك؛ فقد تجد أحداً من أولاده أنهى مؤخراً دراسته، ومن واجب المدير الأب أن يؤمن مستقبل فلذة كبده، وقد تكون أنت الضحية والحلقة الأضعف لتذهب إلى بيتك ويحل ابن المدير أو ابنته مكانك في شركته. نعم شركته، كما قرأتها؛ فهو لم يصبح مديراً من العدم، ويمتلك من النفوذ والحظوة عند الإدارة العليا ليتصرف على هذا النحو ويلقي بك خارجاً.
ثانياً: فضفضت وفتحت قلبك لزميلك المقرب؟
فضفضت جيداً؟ أخرجت لزميلك مروان ما في قلبك على مديرك وكشفت مدى حقدك عليه؟ قمت بذلك جيداً؟ أبدعت صديقي، أهنيك. لقد تم استلام الوشاية بنجاح مع بهارات ومحسّنات لم يبخل زميلك بإضافتها للموشحات الأندلسية الرخيمة التي ألقيتها بحق المدير. استمتع باكتشاف لينكد إن وغير حالتك إلى "منفتح على فرص عمل جديدة".
ثالثاً وأخيراً: لأنك موظف
نعم عزيزي الموظف. هل قرأتها جيداً؟ الموظف. أنت موظف، ومن الطبيعي أحياناً أن لا يصبّح عليك لأنك كذلك. بالنسبة إليه موظف.
ما تبعات أن تأخذ منه موقفاً إن لم يعرك اهتماماً هذا الصباح؟ لا شيء. ستشتكي مثلاً؟ لمن؟ وإن شكوت ما النتيجة؟ قد تضر نفسك قبل أن ضره أو تأثر عليه بشيء؛ فهو المدير وأنت الموظف. يا موظف.. يا موظف.