مقال رأي لزوم ما لا يلزم
١٨ مارس، ٢٠٢٥

حازم كفى - كاتب مأجور
في مهنتنا كثير من مقالات الرأي، وكل مقال رأي يعبر عن رأي. ومقالات الرأي كثيرة، لكن هذا ليس أحدها؛ إنه برأيي، كصاحب المقال، أهم مقالات الرأي وأصدقها في عالم الصحافة؛ ليس لأني كاتبه فقط، بل لأنه يتحلى بمعايير وأخلاقيات المهنة أكثر من أي مقال آخر. ولهذا المقال مهمتان؛ الأولى أن تُرتب الأحرف على شكل كلمات فجمل ففقرات، مجموعها سبعمائة كلمة مترابطة توحي بوجود فكرة، يحصل كاتبها على مئة أو مئة وخمسين دولاراً مقابلها. وإلا لا لزوم للكتابة من الأساس. أما الحديث عن ضمير المهنة وهدف المهنة والحقيقة، فهذا لغو حقوقي يتردد في المؤتمرات ولا يتجاوزها لأرض الواقع.. أما المهمة الثانية لهذا المقال فقد نسيتها، والعمر له حق، وأرجو إضافة هذا الحق إلى المئة أو مئة وخمسين دولاراً.
هذا مقال رأي لزوم ما لا يلزم، كان يمكن نشره في أي موقع، لكنه ينشر هنا، لأن الحدود دفعت مئة وخمسين دولاراً، ولو أن روسيا اليوم أو الجزيرة رضيت بنشره مقابل مئة وخمسة وخمسين دولاراً لقرئتموه هناك. فالمرحلة السياسية في المنطقة، وخصوصاً في لبنان، وفي ظل وضع اقتصادي مرير، تستدعي أن أقبل المئة وخمسين دولاراً وأكتب مقال الرأي التالي:
إن تسارع الأحداث السياسية في لبنان، بالتزامن مع تباطؤ دور حزب الله العسكري، والأسئلة حول حركته السياسية في الحكومة وفي الداخل اللبناني، مع وصول القاضي الدكتور نوَّاف سلام لرئاسة الحكومة، والمرحلة الجديدة في عهد جوزيف/زاف عون رئيس الجمهورية الجديد، ودور السيدة الأولى في لعب دور السيدة الأولى، كل هذا يتطلب أن يعلق عليه أحد، وأن يكتب مقالا يحصل كاتبه في نهاية المطاف على مئة أو مئة وخمسين دولارًا.
هناك أيضاً تسارع أحداث في سوريا، ويجب أن نربطها بلبنان، ونعرف ما قد يحدث عندنا نتيجة لهذه الأحداث المتسارعة، وإذا كانت هذه الأحداث المتسارعة في سوريا، فهل من الممكن أن تتسارع داخل لبنان أيضاً؟ وعلى أي سرعة؟ هذه أسئلة تستحق أن تُطرح، وأستحق أنا الكاتب، بعد أن أقدم معالجة لهذه المشهدية، أن أحصل على مئة أو مئة وخمسين دولاراً إضافياً يدفعها الموقع الذي ينشر هذا المقال وتقرؤونه وتندهشون بهذا الرأي الفريد من نوعه.