لماذا ابتُليَت فلسطين بمحور مقاومة كهذا؟
مايكل أبو العاص - سيف الحدود المسلول على المتربّصين
١٧ مارس، ٢٠٢٥

ما إن دكّت الصواريخ الأمريكية اليمن الشقيق حتى بدأ المتربّصون يسألون: لماذا علينا التضامن مع جماعة إرهابية تحاصر اليمنيين وتجوّعهم لمجرد أنها تناصر المقاومة الفلسطينية؟ وآخر يسأل: أين حزب الله العراق ولبنان عن اليمن؟ وثالثٌ أوقح يسأل: لماذا ابتُليَت فلسطين بمحور مقاومة كهذا؟
آه منك يا ماكر، ألن تتوقف عن طرح هذه الأسئلة؟ نعرف أنك تريد منّا تجاهل سؤالك لتتباكى وتقول إنّ الإعلام لا يريد أن يُظهر الطرف الآخر، لكن هيهات! ههييهوو. سنجيبك ونبهتكَ، ونردّك إلى محورك الصهيو-داخلي خائباً، لتخبرهم بما رأيت منّا من حجّة وبرهان.
مرّت المقاومة الفلسطينية بثلاث مراحل، الأولى بين النكبة والنكسة، ثم مرحلة "شكراً، لا بارك الله في هكذا جيوش عربية، سنقاوم بأنفسنا"، والتي انطلقت بعد النكسة وحتى بيروت خيمتنا الأخيرة. ثم الثالثة، وهي مرحلة التحالف اليسارو-قومي لعمل ثورة إسلامية كإيران، والتي انطلقت بعد الخيمة الأخيرة واستمرت حتى الطوفان وخيامه التي نعيش فيها اليوم؛ والتي تسأل عنها يا ابن اليهودية.
١- الجغرافيا
إذا كنتَ غائباً في حصص الجغرافيا، فدعنا نخبرك أن فلسطين تقع ها هنا بالضبط، لا لا، ليس في القلب، هذه اتركها لحصة التربية القومية. نعم، عند إصبعك. حيث يقتصر عمق المقاومة الاستراتيجي على سماحة آية الله في خلقه شؤون، علي خامنئي، وسيادة الرئيس المظلي الرفيق الطليعي الركن الهارب بشار حافظ الأسد، أبو حافظ. فمن أين نأتي لك بمحور ٥ نجوم يراعي التطور والحضارة؟
٢- أعداء الداخل
كان يمكن لفلسطين أن تُبتلى بمحور مقاومة تغير مناخي لو كانت قطعة من سويسرا، لكنها قطعة من جهنّم الأرض، الملأى بالكفار والنّصيريّة والروافض والمثليين، وأيضاً النواصب كاسري ضلع فاطمة، والنساء السافرت، والمثليين، ما يعني أن هذا المحور ينهمك بمواجهة أعداء الداخل الذين يستنزفون طاقته في سحق ومحق وطحن وإذابة وكبس الصحفيين والناشطين والآخرين دون أن يتركوا له فسحةً للتطوير.
٣- الاعتراض على حكم الله
لم أرَ في حياتي شعباً لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب مثلنا، جاءنا الدعم السوفييتي فقلنا "ملاحدة"، وصلنا المد القومي فقلنا "علمانية"، وصلت الثورة الإسلامية فقلنا "روافض"! لو أنك وضعتَ حذاءً في فمك وقبلتَ بالمقسوم، لكنّا حرّرنا فلسطين وأعدنا تسليمها، كما فعل الملك الكامل ناصر الدين (خليفة صلاح الدين)، ثم أعدنا تحريرها من باب التسلية.
أخيرا: ما أدراك أنت بالسياسة؟
المقاومة لا تعني مواجهة الاحتلال فقط، بل نمط حياة وطريقة حكم واقتصاد قائم بذاته. نهاية القضية الفلسطينية تعني نهايتنا كأمّة ودول ذات سيادة؛ إذ ستبدأ الشعوب بطرح الأسئلة الغيبية مثل: لماذا لا يوجد لدينا كهرباء؟ لماذا يُعتقل المعارضون؟ لماذا اقتصادنا منهار؟ وخذ على ثورات في إيران واليمن والعراق ولبنان. أم تريد أن تنقسم كما في ليبيا واليمن؟ أم تريد حكم الجهاديين كما في سوريا؟