شاب يجلس بلا عمل بدل إضاعة وقته بتسجيل بودكاست
قابيل آدم بني آدم - خبير الحدود لشؤون التشاؤم ودرء شبهات النجاح
١٢ مارس، ٢٠٢٥

رغم انتشارها كالنار في الهشيم، يرفض الشاب لبيب مسّاح الانصياع لإملاءات الأمر الواقع، ويصر على البقاء في منطقة الراحة داخل الصندوق والجلوس صامتاً بلا عمل، مقاوماً إغراءات الخروج على الخلق المساكين ببودكاست جديد على غرار الفشلة والمسؤولين السابقين والعاطلين عن العمل.
وأكد لبيب أن جلوسه بلا عمل أفضل من ٩٠٪ من البودكاستات المنتشرة على الإنترنت "أنا إنسان متصالح مع نفسي. أستمتع بالنشاطات الوافرة التي توفرها لي البطالة كالتسكع في الشوارع والنوم والاضطجاع والاستلقاء والتمدد على السرير والتحديق بالسقف. أثق بفرشتي ومخدتي وسقفي، ولا يمكن أن يصل بي احتقار الذات لدرجة صنع بودكاست كما يفعل قطيع البودكاستريين الذين يهدرون الطاقات والكهرباء ومساحات تخزين على خوادم الانترنت المختلفة التي كان يمكن استغلالها لتخزين أشياء أكثر فائدة مثل المواد الإباحية".
وتمنى لبيب أن يتحلّى أصحاب البودكاستات بالشفافية والصراحة "كان الأولى بك الحديث عن قصص نجاحك بإقناع عائلتك بألا يرموك خارج المنزل بدلاً من الحديث عن إنجازاتك. أو أن تستضيف والدك للحديث عن نجاحه بضبط أعصابه والامتناع عن ارتكاب جريمة بابن فاشل مثلك، وكيف نجح في تجاوز الإحباط الناجم عن فشله في الحياة المتجسد بحضرتك، واستطاع تحمل وجودك أمامه دون أن يكسر مايكروفوناتك على رأسك وأنت تثرثر بقصة نجاحك في العثور على ذاتك حين تسجل بودكاستاتك".
ويعتقد لبيب أن ثقافة العيب تجاه البطالة والعاطلين عن العمل عمّقت المشكلة "فمجتمعنا المادي الجشع لا يقدر سوى العمل والاجتهاد ويعاير أولئك الباحثين عن الراحة والاسترخاء والتأمل، وهو ما يدفع الشباب للانحراف باتجاه تسجيل البودكاستات".
مع ذلك، يضع لبيب استثناءً قد يدفعه للخروج عن صمته "إذا انتشر هذا المقال وصار ترينداً بين الجماهير، قد أخرج ببودكاست لأربع ساعات أوثق فيه رحلة كفاحي في سبيل ثني الناس عن تسجيل بودكاستات جديدة".