تغطية إخبارية، خبر

غرامة إهانة الرئيس السيسي ترفد الخزينة بالملايين نظراً لسهولة السخرية منه

Loading...
صورة غرامة إهانة الرئيس السيسي ترفد الخزينة بالملايين نظراً لسهولة السخرية منه

تفتتح خزنات مصر أبوابها خلال الأيام المقبلة لاستقبال سيولة نقدية هائلة لم تعهدها منذ عقود غابرة، إثر العثور على قرار يقضي بإلغاء السجن بتهمة إهانة الرئيس واستبدالها بغرامة مالية كبيرة، الأمر الذي سيرفد خزينة الدولة بمئات الـ ١٠،٠٠٠ جنيهات يومياً.

وكانت وزارة الداخلية قد بدأت خلال الفترة الماضية بتكديس المعارضة والمتظاهرين في مستودعاتها استعداداً لاتهامهم بإهانة الرئيس وتغريمهم، كما تبرّعت أجهزة الأمن بحشد جماهير عريضة من المواطنين وتعذيبهم ودفعهم لشتم السيسي ثم تغريمهم.

ولكن، كيف نجح السيسي في دفع الناس لإهانته؟

تقول مصادر مقرّبة أن الرئيس، وفور وقوعه على قرار الغرامة، ارتدى نظاراته السوداء التي تساعده على التفكير، واستغرق في التفكير لمدة دقيقتين، ثم وضع نظريته الاقتصادية التي تعتمد على حقيقته كمهزلة وقدراته في الكوميديا والتهريج، واستثمارها من أجل مصر المحروسة واقتصادها.

وتقوم نظرية السيسي الاقتصادية على النقاط التالية:

١. محو الكرامة الشخصية: يعد القيام بعروض مباشرة أفضل وسيلة لفقدان الهيبة، قف وراء المنبر، وأخبر الناس بأنهم نور عينيك، اشرح لهم كيف خلقك الله رئيساً ومشيراً وطبيباً قادراً على وصف الحالة ومعرفة الحقيقة، قل لهم بأنّك صرت مزاراً لخبراء المخابرات والسياسيين والإعلاميين وكبار الفلاسفة يستمعون لأقوالك ويأخذون بها.

٢. قم بمشاريع لا يعلم جدواها سوى سبحانه وتعالى: احفر قناة سويس جديدة وانظر إلى السفن التي لا تعبرها، اعقد مؤتمراً اقتصادياً وحقق ما هو أقل من خُمس نتائجه، اسحب القرض وراء القرض والدين وراء الدين، تنازل عن جزيرتين وأجّر الجيش لتستمر في سحب الأعطيات والصدقات.

٣. اعتقل وأفرج بشكل دوري : بعد إتمامك للخطوتين السابقتين بشكل تام، سينتظرك الشعب لرؤيتك والسخرية منك وإهانتك، في هذه اللحظة، أطلق عناصرك لجمع أكبر عدد منهم في السجون، سيتهمك العالم بالاستبداد وتقييد الحريات، ولكن لا عليك، إنّهم لا يعرفونك على حقيقتك، أنت يا أوسم وأحنّ وأذكى رئيس في الدنيا، دفّع المعتقلين الغرامات، وأطلقهم مع السلامة. حينئذ، ستتحسن صورتك أمام جمعيات حقوق الإنسان، وستنخفض نسب البطالة المقنّعة بين المصريين القابعين في السجون، كما ستعفي نفسك من مهمة إطعامهم وكسوتهم. وفوق ذلك، ستوفر هذه الحركة مساحات قادرة على استقبال المزيد من المعتقلين وتحصيل المزيد من الغرامات. أرأيت؟ ٥ عصافير بحجر واحد.

٤. مستقبل باهر: ستصبح إهانة السيسي أمراً معتاداً، وسيعبّر المصريون عن محبتهم لبلادهم بالسخرية منه، في هذه المرحلة، سيصبح من الصعب اعتقال الشعب بأكمله، افتح أكشاشاً للسخرية، سيقف المواطنون في طوابير طويلة ليصبّحوا على مصر أمام صورتك، يضحكون عليك ويدفعون ويمضون لإكمال يومهم، وكلما أطالوا الضحك كلّما زاد المبلغ، وعلى هذا المنوال، سيستبدل المواطنون التحية في ما بينهم بجمل مستوحاة من رئيسهم، مثل “$٪٪&*  السيسي”

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.