أبرز الخسائر الفادحة للقضية الفلسطينية بسبب غياب تبون وسعيّد عن القمة العربية
مايكل أبو العاص - مراسل الحدود من بوفيه القمة
٠٤ مارس، ٢٠٢٥

إضافة لخسارة غياب صدّام حسين، لم يكن ينقص الفلسطينيين إلا غياب القائدين المظفّرين عبد المجيد تبّون وقيس سعيد، مما دفعنا لإحصاء أبرز خسائر القضية الفلسطينية في هذه القمة الطارئة:
تبكي القضية الفلسطينية الباكيات وتندبها النادبات مع غياب الشاعر الرئيس قيس سعيّد عن قمة القاهرة، ورغم تأكيده للقضية أنه لا تحسبي أني هجرتك طائعاً حدثٌ لعمرك رائعٌ أن تُهجري، وأنه يا ليتني ألقى المنيّة بغتةً إن كانَ يومُ لقائكم لم يقدّرِ؛ فإنه لم يخفّف من وقع الضربة التي تلقاها الفلسطينيون، والتي تعدّ الخسارة الأكبر منذ غياب الرئيس الحشم صدام حسين المجيد.
تراجع السردية الفلسطينية
غياب قيس سعيّد عن القمة يمثل خسارة آخر ما تبقّى للفلسطيني، اللغة. فالآمال كلها كانت مُعلّقةً على مُعلّقةٍ شعِريةٍ للرئيس التونسي تزلزل الأرض تحت المستوطنات الإسرائيلية، وتُحدِثُ انزياحاً أنطولوجياً في وعي الأمّة نحو جادّة الصّواب، حيثُ الحقُّ الفلسطينيُّ ليسَ روايةً تُروى بل حقّاً لا يسقُطُ بتقادُمِ الأزمِنَةِ؛ ولكن، ها هو يسقطُ مع غياب قيسٍ كبرقِ سحابةٍ لم تمطرِ...
نكبة جديدة
إن كان غياب قيس ضربة فغياب تبّون نكبة، إذ صبرَ الفلسطينيون على مأساتهم متسلّحين بمبادرات رؤساء الجزائر، باستثناء بوتفليقة لأسباب صحية، ويعدّ غياب عبد المجيد عن القمة بمثابة ضياع الفرصة الأخيرة لإطلاق مبادرة تاريخية ذات اسم طويل يرعب الصهاينة، كالمبادرة الجزائرية للتصعيد الدبلوماسي وأخذ موقف حازم لدعم الحق الفلسطيني الأصيل ورفض التطبيع المطلق مع العدو الغاشم "م.ج.ت.د.ا.م.ح.د.ح.ف.ا.ر.ت.م.م.ع.غ".
السلام في خطر
سعت مصر للحصول على إجماع عربي حول مبادرتها لحل قضيّة غزة، كجزء من حل القضيّة الفلسطينية كجزء من حل قضية احتلال إسرائيل لأراضٍ عربية، كجزء من حل قضية تعثّر السلام في المنطقة. ومع غياب الزعيمين التاريخيين، سيكون الموقف العربي مشتتاً؛ ما يعني أن السلام في المنطقة لن يكون جزءاً من قضية احتلال إسرائيل لأراضٍ عربية، ولا جزءاً من حل القضيّة الفلسطينية؛ بالتالي لن يحلّ السلام على غزة كما نأمل.