قيام الساعة وثلاث قيامات أفضل من القيام في هذا البرد للتصبّح بخلقة مديرك
مايكل أبو العاص - مراسل الحدود الذي قام وتصبح بخلقة مديره وكتب هذا المقال
١٨ فبراير، ٢٠٢٥

ما الذي قد يكون أسوأ من رنين المنبه عند السابعة صباحاً في عز دين البرد؟ ربما اكتشاف أن الحياة لا تزال مستمرة وأن مديرك ينتظر بابتسامته البائخة إنجازك تلك المهمة "البسيطة" التي تتطلب العمل لثلاثة أيام متواصلة. هذا الكائن الذي لا يخضع لقوانين الطبيعة، لا يبرُد، لا يمرض، لا يأخذ إجازة، لا يموت ولا يتوه عنك حتى يوم الحساب. صدقني، هناك أشياء كارثية أهون من القيام من الفراش لمقابلة هذا الوجه المألوف للمعاناة.
قيام عاصفة ثلجية باقتلاع السقف
تخيّل أن أستيقظ لأجد غرفة نومي تحولت إلى فريزر عملاق، ثم أنهض مذعوراً لأجد أنه لا يمكن انتشالي إلا بعد أن تهدأ العاصفة وتصل الآليات، وفوق هذا لا أجد قهوة ولا غازاً ولا ماءً ولا سجائر! تخيّلت كل هذا؟ عادي، سأضع الغطاء على رأسي وأبدأ سباتي الشتوي.
قيام أختي بزيارتنا خلال العاصفة مع أبنائها السّمجين
العاصفة الثلجية لا يمكن أن تضاهي بقسوتها، والفوضى التي تخلّفها، سماجة الأطفال الذين تُنتِجهم أختي وزوجها كل عام. فكيف إذا كانوا نائمين عندنا ليلة حدوث هذه المأساة؟ سنعود إلى العصر الحجري مع ثياب متجمدة على أجسادنا وأصوات حيوانات غريبة وبحث عن أدوات بدائية لننجو من الكارثة؟ عادي، سأدسّ أختي وأبنائها تحت البطانية وأحكي لهم القصص وأمسح بصاقهم عن وجهي.
قيام الزومبيز
ولنقل إن أختي وأبناءها -خصوصاً حمودة يلعن سماه ما أثقل دمه- والعاصفة اجتمعوا عليّ، وفي لحظة صمت مرعب، قام الزومبيز من بين الثلوج وملأوا الشوارع بحثاً عن بني آدم لأكله. أنا، أخ زومبي، هنا لو سمحت، أنا هنا، أرجوك كُلني، تعال إلى سريري وابتلعني. عادي، كل أختي وأبناءها أيضاً، خصوصاً حمّودة.
قيام الساعة
وسط هذا الفائض من الكوارث، ربما يكون قيام الزومبيز في هذا الجو مجرد بداية لقيام الساعة. يا سلام لو تطوى الصّحف عليّ قبل السابعة صباحاً وتُطفأ النجوم والشمس، فلا تتعرّف والدتي عليّ ولا أختي على حمّودة. ولا أروع من هكذا نهاية؛ لولا خشيتي من سماع صوت خصيمي يشتكيني "لم ينتهي من العمل الذي كلّفته به".