لايف ستايل، خبر

شابة ثلاثينية تسهر حتّى العاشرة والنصف

رحمة الشيّاش - مراسلة الحدود لشؤون حقّ الجَسد عليك

Loading...
صورة شابة ثلاثينية تسهر حتّى العاشرة والنصف

التاسعة مساءً، وقبل الخلود إلى النوم، وسوسَ الشيطان لها بضرورة التخلص من علبة وجبة الشاورما التي تزهرمتها؛ وفي اللحظة التي فتحت فيها باب المنزل، صادفت جارتها الجين-زي تماضر دعاديل، فتبرأ منها لسانها وقالت: مساء الخير تماضر، تفضّلي. فتفضّلت تماضر بالفعل.

بدأت ليلى بمحاولة إصلاح الخطأ، أعدّت الشاي الأخضر بدلاً من القهوة. رمقت تماضر بنظرات خاطفة نحو الباب والساعة مع أنصاف ابتسامات. صعّدت أكثر، أطلقت سلسلة تثاؤبات واتخذت وضعية "ك*م النعاس" على الكنبة. مع ذلك، أبدت تماضر مقاومة استثنائية ولم تغادر، بل انتقلت من موضوع الطقس إلى الحلقة الأخيرة المخيّبة للآمال من المسلسل التركي بكل سلاسة وحيويّة.

تقول ليلى: بدأتُ أعتقد أنها تستمد طاقتها من امتصاص روحي. لم أكن أسمعها، كنتُ أحسب: أحتاج ثلاث دقائق لارتداء البيجامة، وربع ساعة لتحضير الكمّون وتهدئة قولوني، وأربع دقائق لدهن الفولتارين، ودقيقتين لشرب أدوية الشقيقة والفيتامينات والمعادن والأملاح، نصف ساعة لمراجعة الأخطاء التي ارتكبتها منذ ٢٠١١.  كـ**مي! لن أنام قبل منتصف الليل.

"ماذا لو تشقلبتُ على الأرض مدّعية الإغماء؟ لا لا، ستطلب الإسعاف". تشرح ليلى كيف فكّرت في هزيمة جارتها…  "نوبة شقيقة؟ ستطلب مني أخذ مسكّن. طيب، على وشك السفر؟ لا، سأنكشف غداً صباحاً وأصبح ش***طة العمارة". 

وهنا، تدخّل القدر! "طيّب، أخّرتك أنا"، قالت الضيفة. غادرت الضيفة وظنّت ليلى أنها نجت من هذه الحادثة المروعة، أغلقت الباب وتسلّلت نحو غرفة النوم. في الطريق اكتشفت الفاجعة الكبرى: تماضر نسيَت شاحنها.

شعورك تجاه المقال؟