ما الذي نعيشه حالياً إذا لم يكن الجحيم الذي يهدد ترامب بفتحه علينا؟
مايكل أبو العاص - مراسل الحدود لشؤون المعذبين في الأرض
١٢ فبراير، ٢٠٢٥

إذا لم يكن هذا جحيماً، فأنا لا أعرف ما هو الجحيم. كيف سيجعل ترامب الأمور أسوأ علينا؟ هل سيفتح تطبيقاً للجحيم على هاتفه ويختار مستوى الـ "هارد مود"؟ هل كان يعلم قبل أن يهبد هذه الهبدة، ويكررها، أن أبواب الجحيم خُلِعَت تحت القصف من أساساتها؟
ما الذي يعتقد أننا لم نختبره بعد؟ نار سرمدية؟ ابتلعت خيمنا وأحرقتنا أحياءً. جوع وظمأ؟ جعنا وأكلنا نباتات ضارة وأشواك وقرنفل وعطشنا وشربنا الزقّوم. سيمرّ علينا اليوم وكأن مقداره ألف سنة مما تعدون؟ عددنا ما هو أسوأ، أنا شخصياً عددتُ ١٥ شهيداً من أسرتي خلال يومين. ملائكة عذاب مرعبة؟ أكثر من بنغفير وسموتريتش ونتنياهو؟ ها؟ غيره؟
حج أبو إيفانيكا، بصراحة، لا يوجد جحيم أسوأ من الوضع الحالي سوى أن تحاول إصلاح الأمور على طريقتك -كخطتك لشراء غزة دون أن نعرف لمن ستدفع ثمنها- فما الذي تهددنا به؟ هل ستضربنا بصواريخ تنفجر مرتين؟ ستعذبنا في جحيم ذكي؟ هل ستعيّن إيلون ماسك حاكماً إدارياً علينا، وتفتح فوكس نيوز عربي وتعرّضنا لأخبارها، وتستبدل المساعدات الإنسانية بـ NFTs لزيادة الشعور بالجوع بينما يأكل جندي إسرائيلي ماكدونالدز أمامنا؟
ما دينه هذا الجحيم وأين طوّرته؟ الرجاء من حضرتك التوقّف عن التصرّف كأزعر يبربر بتهديدات غير مفهومة، والتفضّل بالردّ علينا بتغريدة نعرف منها ما الذي ينتظرنا إذا لم نلتزم بتعليماتك. لا تتركنا في حيرة من أمرنا فوق حيرتنا في تحديد فيما إذا كنا قد انتصرنا أم سُحقنا، واقبل منّا فائق الزفت الاحترام.