لايف ستايل، رأي

حدث في مثل هذا اليوم

ممدوح حمادة، ممدوح حمادة روائي وصحافي ورسام كاريكاتير سوري مواليد عام 1959 من هضبة الجولان السورية المحتلة،

Loading...
صورة حدث في مثل هذا اليوم

رهطٌ من الجماهير العربية المفجوعة بخبر اعتزال زين الدين زيدان قرّروا كتابة عريضة يلحّون فيها على النجم الكروي -انطلاقاً من المصلحة القومية العُليا- أن يعود إلى الملاعب فوراً، منوّهين إلى أن قراره هذا -في هذه المرحلة بالذات- لا يمكن وصفهُ بأقل من الخيانة العظمى.
 -  ما علاقة السياسة بكرة القدم حتى تحشروا المصلحة القومية في الموضوع؟
سأل أحد المواطنين الشخص الذي يحمل العريضة ويدور بها على الجماهير لتضع تواقيعها، فأجابه موضّحاً:
 - لا علاقة للأمر بكرة القدم ... الأمر ببساطة يتعلق بالفراغ الذي سيتركه غياب زيدان عن نشرات الأخبار، التي لا داعي للشرح عن مدى تأثيرها على الرأي العام وخاصةً العالمي منه.
لم يفهم السائل، وطالب بتوضيح:
 - وما علاقة نشرات الأخبار بالأمر؟
 - العربي الوحيد الذي يحرز الأهداف هو زين الدين زيدان، أما بقية العرب الذين تتحدث عنهم نشرات الأخبار فكلهم ...
قال حامل العريضة، ولوّح بيده في الهواء زاماً شفتيه، عاقداً حاجبيه، مفضلاً عدم إتمام جملته، ولكن انطلاقاً من مصلحته الشخصية هذه المرة.
وقّع الجميع على العريضة دون تردد: بعضهم بعد أن فهم غايتها النبيلة، وبعضهم تحت تأثير عباراتها المهيّجة للمشاعر، وآخرون من باب المجاملة.
شخصٌ واحد فقط كان لديه رأيٌ آخر، وطلب منهم أن يكتبوا رسالة تحيّة إلى زيدان على قراره الجريء بالخروج في الوقت المناسب. وبدلاً من توجيه العريضة إليه، اقترحَ أن تُرفع عريضة أخرى إلى أولئك العاجزين عن إحراز الأهداف، يطالبونهم فيها بالاعتزال، لأن الاعتزال أمر طبيعي.
رحمة الله عليه لم يتسع له الوقت لذكر الأسماء.

columnist

ممدوح حمادة

ممدوح حمادة روائي وصحافي ورسام كاريكاتير سوري مواليد عام 1959 من هضبة الجولان السورية المحتلة،

شعورك تجاه المقال؟