تغطية إخبارية، تقرير

هيئة تحريك الشاي، حزب الشيطان، و٣ جدالات سياسية عميقة تبهر بها خصومك

فتحي العترماني - هيغل الحدود

Loading...
صورة هيئة تحريك الشاي، حزب الشيطان، و٣ جدالات سياسية عميقة تبهر بها خصومك

تتّسم منطقتنا شديدة السياسيّة بوجود نبعٍ لا ينضب من الأطر الشخصية والاتهامات التي يمكن دعم الدياليكت السياسي الشعبي بها عند نقاش الآخر. إلا أنها كانت لعقودٍ تقتصر على أن يكون الآخر إما بعثياً أو إخوانياً أو سلفياً وصلى الله وبارك. لكن مع ثورة المعلومات وبزوغ عصر الميليشيات والحروب بالوكالة والسوشال ميديا، صار المُحاجج بحاجة جدالاتٍ سياسية أقوى يبهر فيها خصومه قبل حلفائه، فولدت لدينا سلّة حجج تثير الشكوك أن الله خفقَ بضعة بيضات في تكويننا مع الصلصال.

هيئة تحريك الشاي

إذا كنت ممَّن كانوا يغنون في الطفولة "صف الأول كعك مدوَّر… إلخ" فهذه الحجة السياسية هي امتدادٌ لشخصيتك آنذاك، إذ يمكنك قولها الآن مع لحيةٍ وصوتٍ أجش دون أن تفقد الطفل المرهف بداخلك أو يُقال لك "بس عمّو"، وإذا أردتَ تبسيط موقفك السياسي المعقَّد المعارض لهيئة تحرير الشام؛ يمكنك استخدام حجّة "أبو محمد الـGـولاني" مع غمزة لتردي خصمك الفكري في مقتل. 

حزب اللات/حزب الشيطان/حسن زميرة

إيماناً منا بالوقوف على مسافة واحدة -أوسعها الله- من مختلف أطراف النزاع في المنطقة، فإننا نقدم هذه الحجة للطرف الآخر لينتقم من الأوّل، إذ يكفي عند الحديث بالعموميات عن جرائم حزب الله أن تقول "حزب اللات"، لكنك تحتاج الحامل العاطفي بقول "حزب الشيطان" عند الحديث عن مجزرة بعينها لتوقظ لدى خصمك شعلة المسائلة والتفكير، بينما تحتفظ بكرت "حسن زميرة" عند الحاجة الملحّة لتحقيق الكوميديا بجانب النصر الساحق.

أجير نتنياهو/غلام المرشد

يمكنكم أنتَ وهوَ وهيَ، بعدَ خمسة دقائق من المناظرة السياسية، وبغضِّ النظر عمّا طُرح فيها، مباغتة الخصم السياسي بسؤالك "حسناً، وماذا تقول أيضاً التعليمات التي وردتك من تل أبيب/طهران؟"، هنا سيشعر الخصم بانكشاف حقيقته على الفور وتضعضع حجّته، فاستغل ضعفه وقل له: "اذهب وأحصي الخواتم ههههه/روح ابكي عند أبو يا ئير هههه" (مع ضرورة الصمت بضعة أجزاء من الثانية بعد الـ "يا" لإيصال الرسالة الحادة من خلال النكتة) بحسب موقعه من الحجة.

غلام عزمي

ليس بالضرورة أن يكون وليّ نعمتك صانع سياسة. قُل "عزمي بشارة". قُلها الآن ولا تسألني معنى التعويذة، قُل دائماً لخصمك عزمي بشارة وستجده يبحث في أرشيفه عن مقالات كتبها في مواقع قطرية، قل له "يا مثقف المئة دولار" وستضمن حديثاً مطولاً عن العصامية وستشتته عن فكرته.من

إذ كنت أنت وإسرائيل تفرحان لنفس السبب فاعلم أنك منـ*ـك

تعتبر هذه حجة للترفّع عن الجدال السياسي العقيم، تقولها عندما يغتال قائدك ويسخر من الحادثة خصمك، أو عندما يقصف لك موقع أسلحة ويسخر من الحادثة خصمك الذي سخرت من اغتيال إسرائيل لقائده. المفيد في هذه الحجة أنها دائمة الخضرة، فميّزة إسرائيل أنها لا تتوقف عن العمليات، وأنها كبست خيار "تحديد الكل" في برامج الذكاء الاصطناعي خاصتها.

شعورك تجاه المقال؟